المنشر

الخميس 29 أيلول 2022 - 17:03

بين ليلة افتتاح" الهيبة" وصبيحة جلسة "الخيبة" جبل في التمثيل يتّكىء على جبل في الانتاج

بين ليلة افتتاح" الهيبة" وصبيحة جلسة "الخيبة" جبل في التمثيل يتّكىء على جبل في الانتاج

- روبير فرنجية -

هي ليست المرة الأولى التي ينتقل فيها مسلسل درامي من الشاشة الفضية الى الشاشة الذهبية فيأخذ جمهور أريكة غرفة الجلوس الى شباك التذاكر والصالات.

الهيبة من 5 أجزاء تلفزيونية إلى عمل سينمائي يتصدّر المرتبة الأولى من حيث الإنتاج والجدّية, بعد أن حرصت شركة الصباح على الإبتعاد كلياً عن جعل التلفيلم ينتحل صفحة الفيلم.

وكان لإختيار مواقع التصوير المتعدّدة الجغرافيات، الاثر النظري على المُشاهد، إضافة الى تكوين إقتناع لدى المشاهد بملامسة المشهد للواقع, إن لجهة كثافة الكومبارس حيث أبناء الضيعة يحتشدون بكثافة وليس كما يُعتمد عادة "بيتين وتنور" أو من خلال مشاهد حوادث السير والمداهمات والمعارك التي بدت حقيقية تمكّنت من نقل المشاهد من مقاعد المشاهدة الى قلب الحدث ليتحمّس ويعبّر عن تفاعله مع الحدث.

بدا "جبل" في التمثيل يتّكىء في الفيلم أو يسند ظهره على جبل في الإنتاج "صادق أنور الصباح" وعلى مخرج "الهيبة" المتأصل بالعمل ( سامر البرقاوي ) الذي يطرّز الصورة بإبرة بارعة ويتطفّل بذوق على النص فيكتب من خلال الصورة أفكاراً مبتكرة.

ثلاثة ممثلون يتصدّرون المشاهد: تيم حسن ورفيق علي احمد وسعيد سرحان، يليهم نقولا دانيال ومحمد عقيل وزينة دكاش التي لم تجمعها بـ تيم إلا بضع لقطات خالية من رومنسيات سالفة في اجزاء الهيبة التلفزيونية.

ناظم عيسى "ابو علي" الذي ظهر صامتاً وناطقاً ببعض الكلمات ومعه الممثل أسعد خطاب الصامت أيضاً انعاشا ذاكرة تاريخ الهيبة، فيما اختفت " أم علي " ليلى قمري ولم تخرج من مطبخ المسلسل الى مطبخ الفيلم، أما سلطان ديب فظهر في صورة فوتوغرافية مثبتة على الحائط، وبحضور ابنه ورد الذي إنضم الى الفيلم متناغماً مع "زعرانه" ومتأقلماً مع شغبهم التمثيلي.

وأعاد فيلم الهيبة الروح الى شاهين ( عبدو شاهين ) التي خطفها العمل التلفزيوني، وأحيا القدير رفيق علي أحمد ليعيده نداً قوياً لجبل من الضريح والى الضريح.

وشكّلت القديرة منى واصف "أيقونة العمل" في سخطها وثأرها، ورغم إطلالاتها المحدودة أعطت بركتها للفيلم و"لناظم" المسحة الأخيرة.

ولم يقلّل غياب بعض نجوم المسلسل عن الفيلم أمثال ختام اللحام وعبد المجيد مجذوب، وإقتطاع مشاهد من المسلسل لضمها الى الفيلم من قيمة العمل الذي إستطاع جذب المشاهد من أول نوتة موسيقية الى نقطة النهاية.

وبعيداً عن التعليقات على بعض المشاهد مثل الدخول خلسة إلى بلد آخر وبعض الرتابة فيه وهروب جبل من الفندق غير المقنع كأنه في يهبط بمظلة، فإن تلك الأمور لا تلوي غصناً ولا تهز ورقة من شجرة "الهيبة".

شكراً صادق الصباح لأنك جعلتنا ننام على فيلم حقيقي بعد عُزلة وغيبة ولكننا للأسف إستيقظنا على جلسة خيبة لإنتخاب رئيس للجمهورية.

يبدو أن أكثر ما نحتاجه هو رئيس يعيد للسلطة "الهيبة" كما أعادت سلطة الصباح الفنيّة للفن السابع اللبناني "الهيبة".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة