تزداد خسائر القوات الأوكرانية في الحرب ضد موسكو شرقي البلاد ما يثير التساؤلات بشأن مدى قدرتها على الاستمرار في مواجهة القوات الروسية الغازية.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكّد هذا الأسبوع أن بلاده تخسر ما بين 60 إلى 100 جندي يوميا نتيجة القتال.
وتقول وكالة "أسوشيتد برس" إنه على سبيل المقارنة، فقد قتل أقل من 50 جنديا أميركيا يوميا في المتوسط عام 1968 خلال أكثر الأعوام دموية في حرب فيتنام.
وحذر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية السابق الجنرال فيكتور موزينكو من أن خسائر قوات بلاده قد تتفاقم في المستقبل.
ونقلت الوكالة عن موزينكو القول: "إن هذه إحدى اللحظات الحاسمة في الحرب".
وأضاف أن, "الصراع ف أوكرانيا هو الأكثر أهمية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ما يفسر سبب كون الخسائر كبيرة للغاية".
من أجل تقليل الخسائر، يرى موزينكو أن, "أوكرانيا تحتاج إلى أسلحة قوية تضاهي الأسلحة الروسية، بل وتتفوق عليها، حتى تتمكن أوكرانيا من الرد بالمثل".
تسبب القصف المدفعي الروسي في سقوط العديد من الضحايا في المناطق الشرقية من أوكرانيا، التي بدأت موسكو بالتركيز عليها بعد أن فشلت في الاستيلاء على كييف.
ووصف القائد العام السابق للقوات الأميركية في أوروبا الجنرال المتقاعد بن هودجز الاستراتيجية الروسية بأنها, "تكتيك استنزاف كان معمول به في القرون الوسطى".
وقال إن, "سقوط هذا العدد من الضحايا في صفوف الأوكرانيين سيستمر لحين وصول الأسلحة المتطورة التي وعدت بها الولايات المتحدة وبريطانيا لتدمير وتعطيل المدفعية الروسية".
وأضاف في مقابلة هاتفية مع وكالة "أسوشيتد برس" أن, "ساحة المعركة في أوكرانيا هي الأكثر فتكا مقارنة بما شهدناه على مدار 20 عاما في العراق وأفغانستان، حيث لم يكن لدينا أرقام مثل هذه".
وقد بلغ تعداد القوات الأوكرانية قبل الغزو نحو 250 ألف جندي, ويقدر محللون غربيون بأن تزايد الخسائر العسكرية الأوكرانية يحتاج منها للبحث عن بدائل.
وقال الكولونيل المتقاعد في مشاة البحرية الأميركية مارك كانسيان، ويعمل مستشارا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إن: "الحرب تنتقل الآن إلى مرحلة صراع استنزاف طويل الأمد، وبالتالي يجب على أوكرانيا أن تبحث عن بدائل".
ومع ذلك يرى الجنرال الأوكراني موزينكو, "أن اعتراف زيلينسكي بالخسائر البشرية الكبيرة في صفوف قواته سيزيد من الروح المعنوية للأوكرانيين، مبينا أن وصول المزيد من الأسلحة الغربية سيساعد في قلب المعادلة".
وقال موزينكو: "إنه كلما زاد عدد الأوكرانيين الذين يعرفون ما يحدث في ساحة المعركة، ازدادت إرادة المقاومة".
وأضاف, "صحيح أن الخسائر كبيرة، ولكن بمساعدة حلفائنا يمكننا تقليل الخسائر والبدء بشن هجمات ناجحة في حال الحصول على أسلحة متطورة".
وبعد هزيمته أمام كييف، يركز الجيش الروسي الآن جهوده في دونباس بشرق أوكرانيا حيث يقصف بلا توقف بعض المدن بما في ذلك سيفيرودونتسك التي تشكل محور معركة طاحنة منذ أسابيع.
وأكدت أوكرانيا، الجمعة، أنها أجبرت القوات الروسية على التراجع في سيفيرودونتسك كبرى مدن دونباس حيث تركز موسكو هجومها على أمل السيطرة الكاملة على هذه المنطقة.
اخترنا لكم



