حذر مستشار سابق للحكومة الروسية من أن الرئيس فلاديمير بوتين يخاطر بخسارة منصبه ونفوذه إن واصل هجومه على أوكرانيا.
وفي مقابلة مع هيئة البث البريطانية "بي بي سي" نقلتها مجلة "نيوزويك"، صباح الخميس، قال أندريه كورتونوف، المستشار السابق في لجنة العلاقات الدولية التابعة لمجلس الدوما الروسي (مجلس النواب)، إن بوتين كان بحاجة إلى نجاح يمكن أن يتباهى به أمام الشعب الروسي.
وأضاف "كان على الأقل بحاجة لشيء يمكن أن يقدمه كفوز لأنصاره".
وأوضح قائلا: "السؤال الآن، متى ينتهي الأمر؟ إن تابعت آخر تصريحاته، أظن قبل يومين قال في تصريحات أخرى زعم فيها أن الهدف الوحيد من عمليته في أوكرانيا هو حماية شعب دونباس، وفي هذه الحالة ذلك يوحي أن الأمر لا يتعلق بتغيير النظام في أوكرانيا".
وأشار إلى أن العملية "لا تتعلق بتدمير أوكرانيا بشكلها الحالي، بل بضمان المكاسب التي حققتها روسيا شرقي البلاد، أعتقد أنه أمر سيتم دعمه أو نفيه كلال الأيام القليلة المقبلة".
وأعلن الرئيس الروسي شن عملية عسكرية على أوكرانيا في شباط الماضي، متذرعا بمساعدة إقليم دونباس الذي يسيطر عليه انفصاليون أوكرانيون يحظون بدعم موسكو، ومتذرعا برغبته في القضاء على النظام "النازي" في كييف.
وتوقع كورتونوف، الذي يتولى حاليا منصب المدير العام لمجلس العلاقات الدولية الروسية أن بوتين قد يضطر إلى التصعيد لضمان ذلك النصر، لكن ذلك ستترتب عليه مخاطر سياسية.
وأضاف "السؤال هنا بالطبع يتمحور حول الثمن الذي قد يستعد الكرملين لدفعه من أجل مواصلة هذه العملية".
وقال المستشار السابق أن "بعض الأشخاص هنا في موسكو، يرون أنه في سبيل المواصلة (في العملية العسكرية)، فإنه سيتوجب على الكرملين التصعيد، وهذا قد يترتب عليه تصعيد أفقي وعمودي، قد يتطلب أيضا نوعا من التعبئة المحدودة".
واستدرك "إن حصل هذا، أعتقد أن المخاطر السياسية للقيادة الروسية سترتفع لأن الشعب الروسي لا يود بصراحة القتال ضد الأوكرانيين".
وأضاف "على الأقل فإن معظم الشعب الروسي، برأيي، ليس متعطشا للدماء، وبالتأكيد فإن التأييد العام للقيادة سيتراجع إن تم تصعيد هذا الأمر كليا أو إن طالت مدته كثيرا".
وفي رد على سؤال من "بي بي سي" حول ما إن كان بوتين تحت أي ضغوط سياسية في ظل نفوذه الواسع، رد كورتونوف بالتأييد، مضيفا أن السلطة في روسيا "مركزية بشكل كبير"، لكنه رجح أن بعض مستشاري بوتين كانت لديهم مخاوف حول الانعكاسات الاقتصادية للعملية العسكرية، الذي كان متأثرا أصلا بالعقوبات الغربية المفروضة سابقا بسبب ضم شبه جزيرة القرم عام 2014.
وأضاف "أرى علامات على الإرهاق".. أعتقد أنه، كما تعلم، هناك شعور طبيعي بالتعب حول الوضع بأسره، قد يكون مسبقا لأوانه القول إن العموم الروسي يغير رأيه بشأن النزاع، لكن بالتأكيد لا يمكنه أن يدوم طويلا".
اخترنا لكم



