انتخابات عكار على قدم وساق: حان وقت المحاسبة

ابراهيم الغريب - التحري

ها هي عكار، صاحبة مشاريع القوانين التائهة في جوارير مجلس النواب تماماً كما تاه أبناؤها في قوارب الهجرة منذ سنين وعادوا إليها أجداثاً في صناديق مغلقة... تستعد اليوم، لأخذ الثأر من صناديق الموت في صناديق الاقتراع، لُتحاسِب من مزج النور بالنار في انفجار التليل، وهرّب المحروقات إلى سوريا فيما كانت أجساد المواطنين في الجرود العكارية تتجمد من البرد دون مازوت وتدفئة.

ولعكار ثأر كبير على ممثليها في المجلس النيابي، نأخذ مثلاً مزارعوها الذين يضطرون لرمي مزروعاتهم بسبب ضعف التخطيط الوزاراتي، أو انقطاع الكهرباء عنها بشكل كامل يصل أحياناً إلى أكثر من 20 يوم من "حياة رجل الكهف"، أو حصر خيارات شبابها إما بالدخول للمؤسسة العسكرية والموت في سبيل الحد الأدنى للأجور، أو العمل في الأراضي الزراعية غير المدعومة من بنك زراعي أو مشاريع إنمائية...
كل أسباب الإنتقام من السلطة متوفرة لدى العكاريين. لكن ماذا عن التحالفات الانتخابية، وماذا عن "حظوظ التغييريين" فيها؟

وعلى أرض الواقع وقبل اشهر من الاستحقاق فإن الأجواء الانتخابية في عكار أشبه بحرب، إن كان من ناحية اللوائح والتحالفات وإن كان من ناحية الإقبال وعدد الناخبين.
وفي معلومات حصل عليها موقع "التحري"، فإن عدد الناخبين وفق لوائح الشطب في عكار قد بلغ 309517 ناخباً موزعين على الشكل التالي:
سني: 213152 ناخباً
علوي: 15797
شيعي: 3240

ليكون المجموع 232189 ناخباً مسلماً، في حين أن عدد الناخبين المسيحيين بلغ 77328 ناخباً توزعوا على الشكل التالي:
روم اورثوذوكس: 42904 ناخباً
ماروني: 31718
روم كاثوليك: 1816
انجيلي: 777
ارمن كاثوليك: 31
ارمن اورثوذوكس: 26
لاتيني: 11
أضف إلى أن الرهان الأهم يقع على عاتق المغتربين البالغة أعدادهم 9 آلاف ناخب لدى السفارات في الخارج ومعظمهم في المملكة العربية السعودية و استراليا

التغييريون نحو لائحة "موحدة"

وبجولة مفصلة على اللوائح والاسماء في دائرة الشمال الأولى فإن لائحة الثورة ستنبثق موحّدة في غضون ساعات، وسط معلومات تفيد بأن المرشحين التغييريين يطهون اللائحة على نار هادئة لتخرج أمام العكاريين بشكل واحد وموحد يضم كل المرشحين المنادين بالتغيير.
ومن أبرز هذه الأسماء الدكتور حامد زكريا ابن بلدة فنيدق المرشح عن المقعد السني والذي يحظى بدعم شعبي واسع، بالإضافة للدكتور محمد بدرة الذي لاقى خبر ترشحه تعاوناً واسعاً ومحمد مسلماني الحاضر في أهم المواجهات والمظاهرات خلال الثورة.
ولا شك بأن ترشح هذه الأسماء وغيرها من الأسماء الثورية والتغييرية أعاد خلط الأوراق مجدداً في عكار، مربكاً السلطة ورافعاً من حدة المعركة، خصوصاً وأنّ من الأسماء المطروحة كبديل عن المنظومة هناك من يحظى بشعبية واسعة في المنطقة.


اللوائح الحزبية

وعن اللوائح الحزبية، كانت لائحة " الوفاء لعكار" اول اللوائح المنبثقة بشكل رسمي من دائرة الشمال الأولى، وهي مدعومة من الرئيس نجيب ميقاتي ويترأسها المرشح علي طليس، وتضم عن السنة مدير مكتب تيار العزم في عكار هيثم عز الدين وعمار الرشيد، وعن المقعدين الاورثوذوكسيين إيلي ديب وإيلي سعد، وعن المقعد الماروني جوزيف مخايل واحمد الهضام عن المقعد العلوي.

أيضاً عرف من بين اللوائح لائحة الاعتدال الوطني والمعروفة ب لائحة " نواب المستقبل" و تضم وليد البعريني ومحمد سليمان (سنة)، وهادي حبيش (ماروني )، وجولي حنا وسجيع عطية (روم اورثوذوكس)، واحمد رستم (علوي).

أما لائحة حزب القوات اللبنانية فإنها ستضم وسام منصور وزياد رياض رحال (روم اورثوذوكس)، ونقيب المحامين السابق في الشمال ميشال خوري (ماروني)، وفواز محمد (علوي)، والنائبين السابقين خالد الضاهر وطلال المرعبي (سنة) بالإضافة إلى محمد عجاج (سنة).
ولا شك في أنه كان في انضمام الضاهر والمرعبي إلى لائحة القوات تجالف هجين هدف تأمين الحاصل الإنتخابي.

أما لائحة التيار الوطني الحر المتحالف مع النائب السابق محمد يحي، فتضمّ وفق المعطيات عن المقعد الماروني جيمي جبور، وعن المقعد الارثوذكسي اسعد درغام، وعن المقعد العلوي عضو القيادة القطرية لحزب البعث عمار أحمد، فيما يبدو أن التحالف مع الحزب القومي-الروشة، الذي رشح شكيب عبود عن المقعد الارثوذكسي قائم، في حين ان النقاش يدور حول مرشح «القومي» عن المقعد السني عبد الباسط عباس للاستفادة من علاقاته العامة لضيق مساحة الخيارات بين اسماء المرشحين السنة.

هذا ويعمل الحزب الشيوعي على تشكيل لائحة بالتعاون مع حركة "مواطنون و مواطنات في دولة".

هذا ويتوقع مهتمون بالشأن الانتخابي بأن أم المعارك ستكون في فنيدق التي سينافس فيها وليد البعريني ومحمد عجاج وحامد زكريا.

ووسط كل هذه التزاحمات على تشكيل اللوائح و إبرام التحالفات، يبقى هم العكاريين الأول هو لقمة العيش والحياة الكريمة التي غابت عن عكار لسنوات طويلة، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على صناديق الاقتراع من حيث النية في التغيير والوصول إلى عكار التي يليق بها أن تكون بجدارة سيدة مناطق الشمال.

Select

Select

Select