قوى تغييرية

الجمعة 25 شباط 2022 - 12:59

وجوه "التغيير" والتحدّي الانتخابي: المرشح ميشال دويهي

placeholder

وليد حسين- المدن

منذ المساهمة في تأسيس مجموعة "زغرتا تنتفض"، وصولاً إلى إطلاق تحالف شمالنا، يصرّ الباحث والأستاذ جامعي ميشال دويهي على أن لا إمكانية للتحالف مع شخصيات وأحزاب معارضة كانت جزءاً من المشهد السياسي خلال السنوات الثلاثين، في اللحظة التأسيسية التي يعيشها البلد.


يحب أن يعرّف عن نفسه بأنه أستاذ جامعي لا يحصر نشاطه بين جدران قاعة المحاضرات وإعداد الأبحاث، بل يغوص في وحول السياسة مساهماً في تشكيل ائتلافات سياسية وتشكيل اللوائح انتخابية. أي النشاط اليومي على الأرض منذ كان طالباً في الجامعة بعد انتهاء الحرب اللبنانية.

كان هم الدويهي (45 عاماً) الانفتاح على الآخر بما كان يسمى "المنطقة الشرقية"، بعد انتهاء الحرب. وتكوّن عقله السياسي على مبدأ الخروج من أدبيات الحرب وأحزابها وأيديولوجيتها، والتفكير بمستقبل البلد وكيفية بنائه على أسس مختلفة.

انخرط باكراً في الصراع مع ما يسمى اليوم أحزاب المنظومة، منذ كان في الجامعة، بغية البحث عن خيارات بديلة. وتشكل وعيه السياسي في بريطانيا حيث حصّل شهادات في العلوم المالية والإدارية ثم العلاقات الدولية، متأثراً بالحياة السياسية الغربية وأهمية الأحزاب في الحياة العامة، وذلك بعيداً عن سلوكيات الميليشيات التي تدفع اللبنانيين إلى الطلب من أولادهم الابتعاد عن الأحزاب وموبقاتها.

نشط سياسياً مع 14 آذار، في ظل الانقسام العامودي الذي رسم الحياة السياسية في مرحلة ما بعد العام 2000 ضد آلة القتل التي مارسها النظام السوري وحلفاؤه. وبعد العام 2010 وخيبته من توافق القوى الآذارية في تشكيل الحكومات والتحاصص، بدأ مع أصدقاء بالتفكير في كيفية تشكيل قوى جديدة تعرض الحلول البديلة على اللبنانيين.

وتبلورت أفكاره تباعاً خلال أزمة النفايات في العام 2015، والاشتباك السياسي مع أحزاب المنظومة، مروراً بانتخابات البلدية في العام 2016 وتشكيل لائحة في زغرتا لمواجهة قوى الأمر الواقع، وثم الانتخابات النيابية التي شكلت نكسة كبيرة لقوى التغيير، ووصولاً إلى انتفاضة 17 تشرين. وكانت الأخيرة منطلقاً للعمل السياسي في كل لبنان من خلال المجموعات التي تشكلت في كل المناطق.

ساهم في تأسيس مجموعة زغرتا تنتفض، ومن خلال نقاشات عامة حول رسالة الدكتوراه عن التاريخ السياسي لأقضية زغرتا والكورة وبشري والبترون ساهم في تشكيل سردية لـ"تحالف شمالنا"، حول هذه الأقضية وكيفية تشكّل العلاقات الاجتماعية والسياسية فيها

لماذا قررت الترشح للانتخابات النيابية؟
بعد كل الخبرات التي راكمتها واطلاعي على تاريخ لبنان والمنطقة، وما سنقدمه من حلول لمعضلات البلد، اعتقد أن ترشحي سيكون مفيداً للبلد، خصوصاً أننا عازمون على وضع أسس لكيفية الخروج من الأزمة الحالية. فمع مجموعة كبيرة من الأشخاص الذي يشبهوننا في كل لبنان نستطيع أن نكون قيمة مضافة للحياة السياسية في هذه اللحظة التاريخية التأسيسية في لبنان.

الانتخابات النيابية السابقة منذ العام 2005 إلى اليوم لم تحدث أي تغيير، هل تؤمن أن الانتخابات المقبلة ستغير موازين القوى في البلد؟
من الصعب تغيير موازين القوى في البلد، خصوصاً أن المعارضة ستجد مصاعب كبيرة في خرق لوائح أحزاب السلطة في بعض المناطق. لكن الرهان على باقي المناطق حيث تستطيع قوى المعارضة إحداث الفرق.

أعتقد أنه بإمكان الجيل الجديد الذي سيدخل إلى المجلس النيابي القيام بتغيير كبير، أكبر من الذي نتصوره كلبنانيين، خصوصاً أنه يملك مشاريع سياسية واضحة حول القضايا الكبرى في البلد، سواء على مستوى حياد لبنان وسيادته أو رؤيته الاقتصادية والاجتماعية للخروج من الأزمة.

كيف تنظر إلى القوى السياسية في منطقتك؟
في المنطقة يوجد القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والقومي السوري الاجتماعي والمردة والكتائب اللبنانية وحركة الاستقلال وبيوت سياسية كثيرة. وأعتقد أن جميع هذه القوى شاركت في الحكومات السابقة وفي السلطة، رغم أن بعضها ربما غير متورط بالفساد بسوية باقي قوى السلطة. لكن كانوا شهوداً على ما يحصل في لبنان ولم يستقيلوا من السلطة، لأن تفكيرهم السياسي تفكير نيل السلطة وليس بناء الدولة.

ما هو موقفك من التحالف مع شخصيات وأحزاب تقليدية معارضة؟
في هذه اللحظة التأسيسية التي يعيشها البلد، وتأسيس تحالف شمالنا، أعتقد أن "شمالنا" بحاجة إلى هامش واسع من التحرك، ولا يستطيع حمل وزر تحالفات غير منسجمة مع مبادئه. بمعنى آخر لا يستطيع "شمالنا" التحالف مع شخصيات وأحزاب كانت جزءاً من المشهد السياسي خلال السنوات الثلاثين الفائتة، حتى لو كانت غير متورطة بالفساد، وبنسبة متفاوتة لا تتحمل مسؤولية الانهيار الحالي.
لكن هذا لا يمنع أن اللبنانيين ينتظرون منا أن نشكل تحالفاً سياسياً لقوى المعارضة، بالمعنى الواسع للكلمة، للعمل على سن قوانين لخدمة البلد. وهذا يتم في المجلس النيابي وليس بالتحالفات الانتخابية الحالية.

ما هو موقفك من القضايا الخلافية الكبرى في البلد: النظام اللبناني، والنظام المصرفي والمالي والاقتصادي، وسلاح حزب الله. ما هي مسلّماتك السياسية؟
بداية، بموضوع حزب الله لا إمكانية لأي إصلاح سياسي أو اقتصادي في البلد، في ظل عدم وجود سيادة في البلد، هذا بمعزل عن المشاريع والقوانين التي سنعمل عليها، في حال الفوز. يجب تأمين الاستقرار السياسي من خلال حياد لبنان واستعادة الثقة بالبلد لتأمين استقرار اقتصادي واجتماعي. وقبل ذلك لا مستثمر واحداً يضع أمواله في لبنان، طالما لا يوجد دولة.

على مستوى النظام اللبناني، ربما لدينا ملاحظات حول اتفاق الطائف الذي أتى بعد الحرب الطاحنة. لكن النقاش بالنظام السياسي ليس في مكانه اليوم. يجب الخروج من المأزق الحالي. وهذا لا يتم من خلال التصويب على نظام الطائف. فهو على جميع علاته ليس مشكلة البلد بل الأحزاب التي توالت على السلطة ولم تطبق الاتفاق، وحولت البلد إلى مزرعة ودكان محاصصة.

أما بما يتعلق بالنظام المالي والاقتصادي، فلا بد من إعادة هيكلة النظام المصرفي والبحث عن المصارف التي يحتاجها البلد. وأعتقد أن الانهيار الحالي يستدعي التفكير بأسس اقتصادية جديدة للبلد، خصوصاً أن نظامنا لا يمكن حتى وصفه بأنه ليبرالي أو أي صفة أخرى. نحن أمام عصابة زعماء طوائف محاطة برجال أعمال ومال، يملكون كل الاقتصاد ويوزعونه كحصص.

لماذا سينتخبك أبناء منطقتك؟
أبناء المنطقة ينتخبوننا لأنهم يريدون خيارات أخرى. يريدون ممارسات سياسية مختلفة عن السابق. يريدون أشخاصاً يختارونهم وليسوا مسقطين عليهم من الأحزاب. ينتخبوننا لأنهم يريدون خياراً يصالح المواطن مع الشأن العام ويخاطب العقل وليس الغرائز. خيار مدني وسيادي وعقلاني يشبههم.

نحن مجموعة من الشباب والشابات نملك خبرات وتجارب تشكّل قيمة مضافة لدائرة الشمال الثالثة، لم تشهدها من قبلوللبنان أيضاً، خصوصاً أننا جزء من تحالفات على مستوى لبنان. بالتالي، المواطن لا يقترع لي كشخص، بل كمشروع سياسي أطلقته "مجموعة أسس" في زغرتا، و"شمالنا" في الدائرة، وأحمله أنا كشخص واضعاً فيه كل خبراتي. هو مشروع يمكنه أن يشكل قيمة مضافة للعمل السياسي والمحلي والتنموي.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة