فتات عياد
تسبب إهمال الدولة في لبنان، لا سيما وزارة الشباب والرياضة، بتقليص حظوظ بلاد الأرز باستضافة بطولة العالم بالتايكواندو، ما فوّت الفرصة باستقطاب أكثر من ألفين وخمسمئة شخص من محبي هذه اللعبة من حول العالم، وحرمان لبنان مردود هذا الحضور الجماهيري الإيجابي على الاقتصاد والسياحة في بلد يرزح تحت أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وهو بأمسّ الحاجة لكل دولار فريش يدخل في دورته الاقتصادية.
وفي التفاصيل، فقد ترشح لبنان لاستضافة بطولة العالم للكبار بالتايكواندو في بداية شهر كانون الأول الفائت بعدما اعتذرت الصين عن الاستضافة، واجريت اتصالات مع الاتحاد الدولي لجس نبضه حيال تقديم لبنان ترشيحه لاستضافة هذا الاستحقاق العالمي الكبير فكانت الأصداء ايجابية، وانحصر شرف تنظيم بطولة العالم للرجال والسيدات في التايكواندو في النهاية بين لبنان والمكسيك وأذربيجيان بعدما تأهلت ملفات الدول الثلاث الى المرحلة النهائية، لكن دولتا المكسيك وأذربيجان اهتمتا بالاستحقاق ودعمتا اتحاداتهما للتيكواندو، فيما غابت الدولة اللبنانية عن الحدث، ولم تهتم برفع حظوظ لبنان بالفوز...
ملف متكامل
بدوره، أنجز الاتحاد اللبناني ملفاً متكاملاً لتقديمه وعرضه أمام مجلس ادارة الاتحاد الدولي وكان ملفاً شاملاً من كافة النواحي التنظيمية والمالية واللوجستية والفنية والصحية ويتضمّن جميع الأمور الدقيقة والمفصلة وعقدت جلسة الجمعة الفائت وهي جلسة التصويت على تسمية الدولة التي ستستضيف بطولة العالم.
والجدير بالذكر أن المكسيك سبق وان استضافت بطولة العالم مرتين والتصفيات الأولمبية مرة واحدة كما استضافت اذربيجيان بطولة العالم مرتين ايضاً و"في جعبة" الدولتين ميداليات عديدة على الصعيد الدولي وترتيبهما متقدّم عالمياً، ما يرفع بطبيعة الحال حظوظهما بالفوز.
الاتحاد يواجه وحده
يضاف إلى ذلك، أن وزير الشباب والرياضة المكسيكي كان موجوداً في اجتماع الOnline مع الاتحاد العالمي خلال المنافسة و كان"رأس الحربة" في التسويق لملف بلاده وكذلك سوّق للملف الأذربيجاني مسؤولون كبار في الدولة فواجه الاتحاد اللبناني الحكومتين المكسيكية والأذربيجانية وحده.
هذا ودامت جلسة التصويت نحو ساعتين بحضور 24 عضو في مجلس ادارة الاتحاد الدولي للتايكواندو من اصل 30 يؤلفون وكانت النتيجة كالآتي: حصلت المكسيك على 12 صوتاً ولبنان على 7 وأذربيجيان على 4 .
وحاول الاتحاد الحصول على حق استضافة بطولة العالم للعام الجاري بعد استضافة بطولة آسيا للكبار في حزيران الفائت والتي لاقت النجاح الكبير بالاضافة الى استضافة بطولة بيروت المفتوحة لثلاث سنوات متتالية وبنجاح كبير ايضا أعوام 2018 و2019 و2021. ووعد الاتحاد بأنه "سنظل نعمل كعائلة ومجتمع التايكواندو على تطوير اللعبة".
ولو جرت تسمية لبنان لاستضافة بطولة العالم فكان من المتوقع أن تستقطب اكثر من ألفين وخمسماية شخص ومن جميع انحاء العالم وهذا الامر كان سيكون له المردود الايجابي على القطاعين الاقتصادي والسياحي في لبنان. وخسارة لبنان لهذه الفرصة كان ربما يمكن تفاديها، لو وجد الاتحاد دعماً على مستوى سياسي يحتضنه، لكن الدعم لم يكن موجوداً، في دولة لا يبالي مسؤولوها لا بتطور الرياضة فيه، ولا باستقطاب أي مردود إيجابي على الوطن، إن لم يكن لهم حصة فيه!
مرفق:الرسالة التي وجهها رئيس الاتحاد العالمي الى رئيس الاتحاد اللبناني.
اخترنا لكم



