مريم مجدولين اللحام - التحري
بعدما عاودت مؤشرات الإصابات بكورونا في لبنان الارتفاع مجددا، وفي سياق تدابير احترازية للتصدّي لأي "ملاحقة قانونية" يمكن أن تطالهم كإدارة جامعية، قررت جامعة "الحكمة" افتتاح موسم الامتحانات برمي مسؤوليتها الحمائية على عاتق الطلاب وتركهم في المواجهة المباشرة مع الوضع الوبائي الذي يتفاقم من يوم إلى آخر خاصة بعد ظهور متحوّر "أوميكرون".
وفي التفاصيل يشرح أحد طلاب جامعة "الحكمة" لـ"التحري" تلقيهم بريداً الكترونيًّا من الإدارة مطالباً إياهم التصريح على "شرفهم" وتوقيع تعهّد يتضمّن أنّ الطالب لم يُخالط أيّ مصاب بكورونا قبيل موعد الامتحانات التي تبدأ في 11 كانون الثاني الحالي، ليس من باب الحرص على سلامة المنتسبين إلى المجتمع الأكاديمي لهذه الجامعة بل من باب التخلي عن مسؤولياتها تجاه التحدي الصحي الذي فرضه انتشار الوباء وارتفاع أرقام المصابين مؤخراً على وجه الخصوص.
وأوردت في الورقة التعسّفية نفسها أنّه في حال عمد أيّ طالب إلى التوقيع على أنّه لم يُخالط وتبيّن أنّ المعلومة خاطئة يكون مُهدّداً بالحرمان من كافة الامتحانات على مدار العام الكامل بالإضافة إلى الدورة الثانية أيضاً...! علماً أنه لا يمكن للطالب أن يتنبأ ما إذا كان سيُصاب خلال تواجده في قاعة الامتحانات وأن في التعهد نفسه تناقض، فماذا لو كان التلميذ قد تعهد بعدم إصابته قبل يوم وأصيب في اليوم التالي؟ ماذا لو لم يكن يعاني من العوارض حين توقيعه ثم عانى بعد ذلك؟!
أما المؤسف هو الاستخفاف الأكبر الذي ووجه به الطلاب عند تصديهم لهذا القرار، بحيث تم تعاطي المعنيين من إدارة الجامعة بسطحية مع مخاوفهم ومع عدم منطقية هذا القرار.
كل هذا مع غياب وزارة الصحة عن ضبط مدونة سلوك داخل جميع المؤسسات والإدارات التربوية كجامعة "الحكمة" – وغيرها من الجامعات - تحدد كل إجراءات الحماية من انتشار فيروس كورونا حيث يُتَّبَع بمقتضى هذه المدونة التزام التباعد الجسدي، وعدم التجمهر، سواء كان ذلك عند إجراء الاختبارات، أو عند القيام بعملية تجميع وتصحيح الامتحانات في المراكز المخصصة لها.
اخترنا لكم



