مع بداية عام 2021، عقد سكان العالم آمالا كبيرة على قرب انتهاء جائحة كورونا بعد تطويرات لقاحات ووصولها مناطق عديدة، وبدأت اقتصادات العالم في التحسن تدريجيا، ثم جاء متحور "أوميكرون" ليعيد بعض المخاوف الصحية التي تزامنت مع صعوبات اقتصادية من أهمها تعطل سلاسل الامدادات وزيادة التضخم.
ورغم ذلك، طرح موقع "فورين بوليسي" خمسة أسباب تدعونا للتفاؤل بالعام الجديد، تضمنت جانبا إيجابيا لأزمة كورونا.
تطعيم سكان العالم النامي
يتوقع التقرير تحسن مشكلة توزيع اللقاحات في الدول النامية، فبحلول شهر مارس، من المقرر وصول حوالي مليار جرعة لقاح إلى أفريقيا تكفي نظريا لتطعيم 70 في المئة من سكان القارة بالكامل، وسيزداد إنتاج اللقاحات مما سيؤدي إلى زيادة سرعة توزيعها ضد المتحورات الجديدة في الدول النامية، وتقليل الفجوة بين البلدان عالية ومنفضة الدخول.
وسيشهد هذا العام أيضا أول لقاح ضد الملاريا، وستجري شركة "موديرنا" الأميركية تجارب إكلينيكية للقاح ضد الإيدز، يعتمد على تقنية "الرنا" المستخدمة في تطعيم كوفيد-19، وهي تقنية يمكن استخدامها أيضا قريبا ضد مرض السل.
طاقة أكثر استدامة
تزداد إنتاجية العالم للكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، وفي العام المقبل، سيتم تشغيل أكبر مزرعة للطاقة الشمسية في العالم في أبوظبي، وسوف يزداد الاعتماد على الطاقة النووية الخالية من الكربون، ويزداد إنتاج طاقة نووية أفضل، وسيتم تشغيل مفاعلات معيارية، وهي مفاعلات نووية أصغر بكثير من المفاعلات التقليدية، وإطلاق مفاعل "أن أس تي أكس" الأميركي وهو مفاعل اندماج نووي يمكن أن يولد كميات هائلة من الطاقة. ورغم زيادة انبعاثات الكربون، وتشير التقارير إلى أنها مستقرة وتسير في مسار أفضل بكثير مما كانت عليه قبل بضع سنوات فقط.
أكبر دولة ديمقراطية
تسير الهند، التي يتوقع أن تصبح أكبر دول العالم سكانا، وستتفوق على الصين بهذا الصدد، على الطريق الصحيح نحو الديمقراطية. ورغم "الهجمات التي شهدتها على حقوق الأقليات وحرية التعبير، إلا أنها أقرب إلى المثل الديمقراطية الليبرالية من الصين الاستبدادية"، كما أن زيادة سكانها يجعلها أمام فرض اقتصادية، إذ يمكنها الآن البناء على عقدين من الأداء القوي في طرح الخدمات الأساسية للاقتصاد الحديث.
حالة ما قبل الوباء
تشير أحدث أرقام صندوق النقد الدولي إلى أن اقتصادات العالم المتقدم تراجعت بنسبة 4.5 في المئة في عام 2020 ثم شهدت نموا بنسبة 5.2 في المئة في عام 2021، ومن المتوقع أن تنمو بنسبة 4.5 في المئة أخرى في عام 2022.
وهذان العامان من الاقتصاد القوي لن يعوضا عن انهيارات عام 2020 فحسب، بل سيعيدا الاقتصادات المتقدمة أيضا إلى مسارات ما قبل الجائحة.
لكن الصورة تبدو مختلطة بالنسبة للبلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، فعلى الرغم من النمو القوي، لا يزال من غير المتوقع أن تسد الفجوة في توقعات ما قبل الجائحة.
عام النمر
2022 هو عام النمر في التقويم الصيني، والذي سيكون نهاية برنامج أطلق في عام 2011 بهدف مضاعفة عدد النمور في العالم بحلول 2022، والبرنامج الذي يشمل 13 دولة أسيوية هو أحد "أكثر جهود التعافي طموحا وقد حقق نجاحا كبيرا في السنوات الماضية، بعد أن زادت نسبة النمور 40 في المئة في ست بلدان".
وفي حين أن التنوع البيولوجي العالمي "لا يزال تحت التهديد ولا يتمتع بالحماية الكافية"، فإن برنامج النمر "هو علامة على أننا نتحسن في إنقاذ السلالات"، ويُنسب الكثير من الفضل في ذلك إلى استخدام أساليب الزراعة الحديثة.
اخترنا لكم



