المنشر

الخميس 04 تشرين الثاني 2021 - 16:38

مواقع التواصل الاجتماعي وصناعة الرأي العام

مواقع التواصل الاجتماعي وصناعة الرأي العام

كتب عامر حلال (اعلامي متخصص في وسائل التواصل الاجتماعي) | @amerhallal_

تعاظم دور وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الاخيرة, فلم تعد تقتصر على كونها نافذة للتواصل بين شرائح المجتمع, وانما باتت تشكل اهم ادوات التأثير في صناعة الرأي العام وتأجيج الأزمات بل وفي بعض الاحيان هي قد تنتج الأزمة لتتحول الى منصة للتضليل الاعلامي وتوجيه الرأي العام في بعض الدول بشكل معين يخدم مصالح دول أو جماعات بعينها، بعيداً عن الحقيقة.

ومما لا شك فيه فإن شبكات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها "تويتر" و"فيسبوك" شكلت قفزة نوعية في تاريخ صناعة الرأي العام، حيث انتشرت بشكل واسع النطاق على صعيد مختلف الشرائح الاجتماعية، وحتى أكثرها فقراً، وبالتالي لعبت دوراً كبيراً من الناحية الإعلامية في مختلف الميادين السياسية والاجتماعية والتسويقية.

والجدير بالذكر هو أن وسائل التواصل الاجتماعي هذه تمكنت من أخذ هذا البعد على صعيد التأثير على الرأي العام نتيجة حلول الثورات العربية على تلك المجتمعات، خصوصاً أن الرأي العام بات يحتل مرتبة وموقعاً متقدمين، بعد أن كان مغيباً ومطموساً بشكل قسري وقمعي على يد الديكتاتوريات القائمة.

وخلال العشر سنوات الماضية اكتسبت مواقع التواصل الاجتماعي دورها عن طريق اتخاذ هذه الأنواع المبتكرة من وسائل الاتصال أشكالاً تطبيقية جديدة في مجال استعمالها في عدة ميادين عدة، ولمرامٍ وأهداف عدة، وليس حصراً في السعي الى اكتساب أصحاب جدد أو لتكوين شبكة واسعة من التواصل معهم، وهو الطابع الذي اتخذته على الصعيد الشبابي في بداياتها. لكنها اليوم بدأت تحقق غزواً نوعياً مختلفاً، في جذبها فئات أكثر نضوجاً بعد أن تحولت وسيلة إعلامية من الدرجة الأولى، وبخاصة بعد أن باتت تؤدي دورا بارزاً في نشر الخبر وفي التأثير على مشاعر الجماهير، وتحولت الى مركزَ اهتمام واستقطاب للانتباه والتركيز، ليس فقط من عامة الناس، لكن أيضاً من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة.

وللوصول الى صناعة الرأي العام يتم استخدام المنصات الاساسية التي تدير المعركة السياسية والتي يعتبر من اهمها منصة تويتر لما فيها من ميزة مهمة تتعلق بالهاتشاغ والتراند وانعكاسه على الواقع الجديد.

ماهية التراند:

هيي عبارة عن خبر او جملة موسومة بهاشتاغ او غير موسومة, تتصدر قوائم التراند بشوفها كل الحسابات في البلد ذاته, بحيث تعمل خوارزيمية مواقع التواصل الاجتماعي على رفع الهاشتاغ الذي يحمل عدد كبير من التفاعل ضمن فترة زمنية قصيرة من الحسابات المختلفة لنفس البلد, وهو ما يطلق عليه بموجة التراند, ويستخدم بشكل اساسي للدعاية السياسية والاعلامية والفنية والتي تتضمن ضرب الخصوم والترويج بالاضافة الى صناعة الوعي (نشر افكار لبس قضايا / تحوير حقائق), وهناك انواع منه وهي:
التراند الحقيقي: وينتج عن التفاعل الحقيقي للحسابات باستخدام وسوم رائجة خلال فترة زمنية معينة تقدر بين نصف ساعة أو ساعة، وتختلف بحسب البلد وتوزيع المستخدمين الجغرافي على الموقع.

التراند المرفوع: التراند المرفوع ويقصد به المرفوع بشكل يدوي من خلال اعطاء الامر لعدد كبير من الحسابات الوهمية عبارة عن bots بالتغريد بشكل آلي بكثافة عبر سيرفرات معينة ليبدو وكأنه هاشتاغ نشط, وعليه تقوم مواقع التواصل برفعه الى قائمة التراند باعتباره تغريدات او منشورات حقيقية, وهي احدى الثغرات التي لا تزال موجودة حتى الان والتي لم يتم الوصول الى حلّ جذري لها.

ويرى البعض ان ترويج الوسم هو ظاهرة غير قانونية منتشرة بكثرة في العديد من الدول، وتتم باتصال أشخاص بجهات لديها أفراد يمتلكون حسابات كثيرة، يغردون في الوقت ذاته؛ حتى يزيد التفاعل على الوسم ويصبح ترنداً، مثلما يحدث في بعض الدول العربية.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة