ايها اللبنانيون... لا يغرنكم انخفاض سعر الدولار!

إليسا السباعي

منذ أن بدأت تتصاعد موجات التفاؤل بولادة الحكومة مساء أمس، حتى بدأ دولار السوق السوداء بالإنخفاض، وصولاً الى تسجيل 14500 ليرة لبنانية للدولار الواحد تزامناً مع إقرار مراسيم الحكومة في بعبدا اليوم، ما استدعى تهافتاً من قبل المواطنين على بيع الدولار، خوفا من المزيد من انخفاضه، فوقعوا في فخ الصرافين والمصارف في آن...

والانخفاض بسعر الصرف بلغ قرابة 3000 ليرة خلال 24 ساعة، و5 آلاف ليرة، منذ حوالي الأسبوع إلى اليوم، مع الترجيح بالمزيد من الانخفاض في الأيام القليلة القادمة، على وقع "التطبيل" و"التزمير" للحكومة الجديدة، لكن هذا الانخفاض "وهمي"، تماما كالحلول السياسية التي يربطها البعض بتشكيل الحكومة...

ولطالما أوحى السياسيون بأن مشكلة الدولار سياسية بحت، وأن سعر الصرف سيتحسن فور تشكيل الحكومة، كأنها "عصا سحرية"، تعيد الليرة اللبنانية إلى مجدها السابق.

اما ما يحصل بالفعل، فهو امتصاص متعمد للدولار في الاسواق، يستفيد منه الصرافون والمصارف، لشراء أكبر كمية من الدولارات في السوق.

إزاء هذه المشهدية، فإن الدولار المدخر وغير المصروف على سعر الليرة، سيحتفظ بقيمته الفعلية حتى انجلاء تسعيرته الحقيقية بعد ايام من انتهاء الاحتفالات الشكلية بالحكومة، إذ سيعود ويرتفع لسببين اثنين: الأول هو أن تشكيل الحكومة لن يقود الى حلول سياسية واقتصادية مالية جذرية، ولعل حصول يوسف الخليل، اليد اليمنى لرياض سلامة في مصرف لبنان على حقيبة المالية، لخير دليل على نوعية السياسات المالية التي ستنتهجها هذه الحكومة.
أما السبب الثاني والأهم، فهو ان الاسباب الاقتصادية لتدهور الليرة لم تنتفِ وان اي خطة للتعافي تحتاج لعشرة سنوات على الأقل، للنهوض الملموس بالليرة، سيما مع التضخم الحالي جراء طبع المزيد من العملة الوطنية.
من هنا، ايها اللبنانيون احتفظوا بدولاراتكم ولا تبيعوا الا حاجتكم منها، ولا يغرنكم هبوط الدولار، فهو وهمي، تماماً كالوعود المنشودة بالحكومة الجديدة!

Select

Select

Select