تنبيهٌ من "دلتا"... وخبرٌ سار عن الدواء!

في وقت تواصل فيه متحورات فيروس كورونا إيجاد ثغرات للتفشي وإصابة أكبر عدد ممكن من الناس في العالم، يحاول المعنيون طمأنة الجميع بأن اللقاحات فعّالة إلى حد كبير، إلا أنهم ورغم ذلك يشددون على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية كي يتفادى الناس أي مكر من الوباء.

وبينما توقّعت منظمة الصحة العالمية أن يصبح متحورة دلتا من فيروس كورونا، الشديد العدوى والمسؤول حالياً عن أكثر من 75% من الإصابات الجديدة في عدد من الدول الكبرى، السلالة الأكثر هيمنة خلال الأشهر المقبلة، اعترف فعلاً أنتوني فاوتشي كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة خلال جلسة لمجلس الشيوخ الأميركي بأن سلالة دلتا، هي السبب في أكثر من 80% من حالات الإصابة الجديدة في أميركا.

إلا أنه عاد وأكد أن اللقاحات المصرح باستخدامها ما زالت فعالة بنسبة تزيد على 90% في خفض معدلات دخول المستشفيات والوفيات.

ووسط هذه التطورات والاضطرابات، تواصلت "العربية.نت" مع الدكتور مازن زويهيد، رئيس قسم الأمراض الصدرية والعناية المشددة بمستشفى الجامعة الأميركية في دبي، الحاصل على بكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة دمشق في سوريا، ومن ثم على دبلوم في الطب الباطني من جامعة كايس في الولايات المتحدة الأميركية، الذي أوضح فعلاً أن التحورات الجديدة لفيروس كورونا تنتشر بسرعة هائلة، وبطريقة أكبر بكثير من السلالات العادية.

كما كشف أن اللقاحات مازالت فعالة ضدها، حيث إنها لا تمنع الإصابة نهائياً، بل تمنع الأعراض الصعبة بعد الإصابة، حيث يأتي المرض على الإنسان الحاصل على التطعيم بصورة أخف بكثير عن غير الملقحين.

وشرح أن الأعراض على المطعمين، تأتي بمتلازمة تنفسية علوية، ولا تصل الإصابات أغلب الأحيان إلى الرئتين.

وأكد أن السلالة الجديدة "دلتا"، هي الأسرع انتشاراً فعلاً، موضحاً أن كورونا مع سلالة دلتا قد أحدث تبدلاً كبيراً في خواصه، وأضحى سريع الانتشار إلى حد كبير، كما أن طريقة العدوى باتت أسهل بكثر، ولعل بريطانيا وأميركا أكبر مثالين.

وبينما أفادت دراسة حديثة قادتها إحدى الجامعات الرائدة بسريلانكا، رافقهم فيها باحثون من جامعة أكسفورد، بأن لقاح "سينوفارم" الصيني يحقق كفاءة عالية بنسبة 95% ضد متغير دلتا، أوضح زويهيد أن سينوفارم أضعف من اللقاحات الأخرى بمواجهة المتحورات الجديدة، مؤكداً أن فايزر حقق نسبة أهم.

وأضاف أن هناك مصابين كانوا حاصلين على لقاح سينوفارم، وطالهم كورونا، قد جاءتهم أعراض صعبة، مقارنة بمن تلقوا فايزر وشعروا بنفس الأعراض.

كما أكد أنه مع إعادة تطعيم الناس الحاصلين على سينوفارم بجرعتين من فايزر أو جرعة واحدة على الأقل، حالما مضى 6 أشهر على الجرعة الثانية من اللقاح الصيني.

أما عن الدواء الجديد الذي أعلنت وزارة الصحة الإماراتية أوائل حزيران الجاري، عن منحه الاستخدام الطارئ، فقد أكد نجاعة هذا العقار إلى حد كبير في مواجهة فيروس كورونا المستجد.

وأضاف أن الدواء الجديد الذي أنتجته شركة GSK العالمية، قد أثبت فعلاً فعاليته لكن مع الأيام الأولى من الإصابة، أي قبل وصول الفيروس إلى الرئيتين.

كما تابع أن العقار يكون في مرحلته الذهبية التي بإمكانها القضاء على المرض لكن لو تم اكتشاف الإصابة في وقت مبكر وتناول الدواء في نفس الفترة، لا الانتظار إلى ما بعد 5 أيام، لأن التأخير يفضي لوصول الفيروس إلى الرئتين، وبالتالي قد تصبح فعالية الدواء شبه معدومة.

ولفت إلى أن الدراسات الأخيرة والإحصائيات جاءت مبشرة جداً جداً حول هذا العقار الجديد حال تنفيذ شرط استخدامه في وقت مبكر.

يشار إلى أن الإمارات كانت منحت الاستخدام الطارئ لدواء "Sotrovimab- VIR-7831"الذي يعتمد على "الأجسام المضادة أحادية النسيلة" لعلاج المصابين ممن تبلغ أعمارهم 12 عاماً فأكثر والذين يواجهون خطرا كبيرا للإصابة بأعراض كوفيد – 19 الحادة والدخول الى المستشفى جرّاء تداعيات المرض.

ونقلت النتائج عن الدواء الذي أنتجته شركة "GSK" العالمية، ونال تصديق وموافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية على الاستخدام الطارئ له بأنه أثبت فاعليته في علاج حالات كوفيد 19، وأسهم في تقليل فترة البقاء في المستشفى، كما خفض معدل الوفيات بنسبة 85% بعدما اعتمد على الأجسام المضادة أحادية النسيلة لعلاج المصابين ممن تبلغ أعمارهم 12 عاماً فأكثر، وعالج الإصابات البسيطة والمتوسطة والناتجة عن الفيروس المتحور والطفرات المستجدة.