"سبوت شوت"
بات صعبًا على اللبناني مشاهدةُ لعبةِ الفقراء، أو بمعنى أصح لعبةُ اللبنانيين. فقد تغيّر المشهد كثيرًا حتى في ابسط أمور اللبنانيين وأكثرها زهدًا.
أتذكرون عندما كانت أعلام الدول والأنديةِ تُرفع على البلكونات وفي الشوراع عند كل استحقاقٍ كروي، كانت المقاهي تغصُّ بالمشجعين، وهتافاتهم تصدح في الأزقة والأحياء الفقيرة عند إنتهاء المباراة، فتُستكمل بمسيرات بالسيارات والدراجات النارية وتعم المناطق. فأين غاب كلُّ هذا اليوم؟
على ما يبدو فقد بدأت كرة القدم في لبنان تسرق من أصحابها وأهلها الأصليين، معاشاتهم الزهيدة لم تعد تتناسب مع أسعار المقاهي الجنونية، كما ان أغلب المقاهي الشعبية في الأحياء الفقيرة، يصعب عليها اليوم الإشتراك في القنوات الرياضية المدفوعة.
فمن اجل مشاهدة الـ"يورو 2020" أو "كوبا اميركا"، على المشترك ان يدفع ٤٥٠ الف ليرة لبنانية على الأقل ليُمنح امتياز مشاهدة المباراة. أما تلفزيون لبنان الذي نجح في السنوات السابقة في نقل بعض البطولات، يبدو أنه لن يتمكن من بثها مرةً اخرى.
بإختصار، لقد سُرق فقراء اللبنانيين اليوم، وسرقت لعبتهم! هم يبتعدون رويدًا رويدًا عن اجواء المرح، أما الحزن فهو الوحيد الذي يتمكن منهم بإستمرار.
اخترنا لكم



