اخر صفحة

عربي بوست
الأربعاء 14 نيسان 2021 - 20:35 عربي بوست
عربي بوست

إليك كيف يمكن لمريض القلب الصوم بشكل آمن!

إليك كيف يمكن لمريض القلب الصوم بشكل آمن!

يقوم أكثر من مليار مسلم حول العالم بالامتناع عن تناول الطعام والشراب وأي عقار عن طريق الفم من الفجر حتى غروب الشمس خلال أداء فريضة الصيام في شهر رمضان، ومع ذلك يُعفى المرضى المصابون بالأمراض المزمنة من هذه الفريضة وفقاً لحالتهم الصحية.

لكن في حالة المصابين والمرضى بأمراض القلب قد يكون الصيام أكثر فائدة لهم عن غيرهم، ويتحدد ذلك وفقاً لأسباب وأعراض ودرجات المرض.

في هذا التقرير نستعرض لكم عدداً من النصائح التي من شأنها ضمان صيام آمنٍ لمرضى القلب والأوعية الدموية، وتحديد الموانع الصحية التي تستلزم من المريض عدم الصيام لتجنُّب أي مضاعفات.

تحدُث العديد من التغيُّرات خلال شهر رمضان في نمط تناول الطعام والنوم والحركة اليومية، لذلك من الضروري ملائمة هذه التغيرات بشكل سليم مع نمط حياة مرضى القلب.

وتوضح مجلة المستشفى العربي أو The Arab Hospital الصحية، أن "مرضى القلب يستفيدون بشكل خاص من صيام شهر رمضان، لأنه أثناء استهلاك الجسم للمواد المُخزّنة المتراكمة فيه خلال فترة الصيام والجوع لساعات طويلة، يتم حرق الدهون الملتصقة بجدران الأوعية الدموية وإذابتها، ما يحسّن من أداء الدورة الدموية وزيادة نسبة الأوكسجين في الدم، وبالتالي يحسّن من أداء القلب".

ولفتت المجلة إلى أن "الصيام بشكل عام لا يؤثر سلباً على مرضى القلب، ما داموا يتمتعون بحالة مستقرة ولا يعانون من أعراض خطيرة كآلام الصدر أو ضيق التنفس".

ويستهلك الجهاز الهضمي نحو 10% من الدماء التي يضخها القلب في أعضاء الجسم، لكن أثناء الصوم يرتاح الجهاز الهضمي، ما يريح القلب من ضخ هذه الكمية الإضافية، وهو الأمر الذي يساعد في تحسين الحالة الصحية لمرضى القلب والذبحة الصدرية.

ووفقاً لمجلة المستشفى العربي، يعمل الصيام أيضاً على رفع معدل حرق الجسم للدهون والسكريات، ما يؤدي إلى "خفض نسبة الكوليسترول في الدم ويحد من زيادة الوزن، وهي العوامل الخطيرة على صحة مريض القلب".

وفي دراسة عن العلاقة بين صيام رمضان وأمراض القلب، ونشرتها مجلة Nutrition Journal الغذائية عام 2012، تم فيها متابعة مجموعة من المرضى المصابين على الأقل بواحد من أمراض القلب والأوعية الدموية، ومقارنة حالتهم الصحية قبل وبعد الصيام لعدة أيام، تبين حدوث تحسن ملحوظ في الحالات المصابة بأمراض الشريان التاجي، علاوة على تحسُّن كبير في عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب الأساسية، مثل الوزن وكتلة الجسم.

ولاحظ الباحثون أن "هناك انخفاضاً في نسبة الدهون الثلاثية والكولسترول، بالإضافة لتحسن في قراءة ضغط الدم بعد شهر رمضان، بالمقارنة مع القراءات المأخوذة قبل شهر رمضان. لذلك اتضح أن الصيام يُعد من أفضل الحلول لتحسين حالة مرضى القلب والأوعية الدموية".

يشرح الطبيب المختص في قصور عضلة القلب وزراعة القلب هادي سكوري، وفقاً لصحيفة النهار اللبنانية، أن "مريض القلب معرَّض لاحتقان السوائل في جسمه، بسبب عدم ضحّ القلب للدم بشكل كاف إلى الكلى لفرز السوائل والتخلُّص منها، ما يؤدي إلى احتقان الرئتين واحتباس السوائل في البطن والساقين، وبالتالي الاضطرار إلى تناول عقاقير إدرار البول".

ويلفت سكوري أن "من الآثار الجانبية لأدوية ضعف عضلة القلب تُسببها في هبوط ضغط الدم".

لذلك إذا امتنع المريض عن تناول الطعام والماء لفترة طويلة بعد تناول العقاقير في وجبة السحور، فقد يتعرض للدوار والإغماء والمضاعفات الصحية الخطيرة، خصوصاً إذا كان يعاني من أمراض مزمنة أخرى كالضغط والسكري، ما يستوجب مراجعة الطبيب والالتزام بإرشاداته.

بخلاف ما سبق ذكره، لا يعد الصيام ملائماً لجميع مرضى أمراض القلب والشرايين؛ إذ كشف تقرير لمؤسسة حمد الطبية في قطر عام 2019، فئات مرضى القلب الذين يجب عليهم عدم الصوم لخطورة ذلك على سلامتهم، وهم:

"المرضى الذين يعانون من آلام متكررة في الصدر، ومرضى قصور القلب الاحتشائي الذين يعانون من الإجهاد الشديد وضيق التنفس لأنهم يستهلكون العقاقير المدرة للبول باستمرار، ما يهددهم بالجفاف في حال الصيام.

ومرضى الأزمة القلبية وجراحات القلب الذين لا يستطيعون الصوم عادة خلال الأسابيع الستة التي تعقب إجراء الجراحة".

مرضى التضيق أو الالتهاب الشديد للصمامات، والمرضى الذين يتعاطون أدوية تخثر الدم مثل الوارفارين.

مرضى عدم انتظام ضربات القلب من النوع الخبيث الذين يلتزمون بالأدوية، بالإضافة لمرضى القلب الذين تتطلب حالاتهم البقاء تحت الملاحظة الطبية".

ويؤكد موقع Webteb الطبي أنه "ينبغي على مرضى القلب إجراء الفحوصات قبل اتخاذ قرار الصيام، خاصة إذا ما كان الشخص مصاباً بأمراض أخرى مثل ضغط الدم والسكري".

ويجدر الالتزام بالمشورة الطبية، في حال قرر الطبيب منع مريضه عن الصيام.

أما إذا سمح الطبيب المُتابع للحالة بالصيام، فينبغي التأكُّد من تعديل قائمة الأدوية التي يتم تناولها، وتحديداً العقاقير الطبية التي يتم تناولها ثلاث مرات يومياً، وتغييرها لمركبات أخرى لها ذات التأثير وتؤخذ مرة واحدة يومياً، وفقاً للموقع.

ومع ذلك، حتى وإن أقر الطبيب للمريض بالصيام، ينبغي الانتباه لأي عرض جانبي وتوخي الحذر. وفور تدهور الحالة الصحية لمريض القلب نتيجة للصيام، وظهور أي عرض خطير لديه مثل ارتفاع الضغط الحاد، أو بداية أعراض النوبات القلبية، أو أي أعراض بسيطة كالدوخة وزغللة العيون وضيق التنفُّس، يجب التوجه للطبيب بشكل عاجل وقطع الصيام فوراً.

بالإضافة لذلك، هناك عدد من الخطوات التي يجدر الالتزام بها فيما يتعلق بروتين الطعام والحياة اليومية خلال أيام الصيام. وهي تشمل وفقاً لموقع Webteb الطبي:

"الاعتدال مع الملح: يعد الملح أخطر المهددات لصحة الإنسان، وخاصة مريض القلب. فهو قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة احتباس الماء في الجسم، لذلك ينصح الموقع الطبي بتجنُّب المخللات والأطعمة المالحة عموماً، وفي وجبات السحور والإفطار على وجه خاص.

تجنب السكريات: تشتهر في رمضان وجبات التحلية الغنية بالسكر، وهي تضر سلامة الشرايين بسبب زيادة تراكم الكولسترول الضار فيها، ما يؤدي إلى انسدادها بشكل كلي أو جزئي، الأمر الذي يتسبب بدوره في الإصابة بالجلطات. ومن الممكن تناول عينات بسيطة من هذه الأطعمة لتجنب أي أثر سلبي لها.

الطعام الصحي: استهلاك الأطعمة المفيدة للجسم مثل السمك الذي يحتوي على الدهون الصحية أو الأوميغا 3، يعد مهماً جداً لصحة القلب والشرايين. كما أن الزيوت النباتية، مثل زيت الزيتون، قد تقي من الإصابة بالكولسترول المسبب الرئيسي للجلطات. ويُنصح بتناول الخضراوات والفواكه يومياً لغناها بالفيتامينات والمعادن والألياف.

الأطعمة الضارة: الوجبات المقلية أو السريعة ومنتجات الألبان كاملة الدسم، وجلد الدجاج، والسمن المُهدرج والأطعمة المليئة بالمواد الحافظة الاصطناعية، كلها تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بزيادة مستوى الكوليسترول الضار، وخفض مستوى الكوليسترول النافع في الجسم.

روتين صحي: يُعد النشاط البدني غير المُجهد من الأمور الضرورية لمرضى القلب، فهو يساهم في تحفيز الدورة الدموية، والحفاظ على الوزن الصحي وحرق الدهون الضارة. ويمكن ممارسة المشي أو التمارين الخفيفة بعد تناول وجبة الإفطار بساعتين على الأقل، أو قبل وجبة السحور. كما يُفضل القيام بالأنشطة الخارجية مثل المشي لتحسين الحالة النفسية للشخص.

شرب السوائل: يسبب فقدان الجسم للسوائل وعدم تعويضها بشرب المياه الكافي إلى الإصابة بالجفاف والصداع وانخفاض ضغط الدم، الأمر الذي قد يزيد من شدة أعراض مرض القلب. ويمكن تجنُّب ذلك من خلال المواظبة على استهلاك ما لا يقل عن ستة إلى ثمانية أكواب من الماء يومياً خلال شهر رمضان. وتجنُّب شرب العصائر والمشروبات الغنية بالبوتاسيوم أو السكر أو الكافيين".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة