المحلية

الوكالة الوطنية للاعلام
الأحد 28 آذار 2021 - 13:59 الوكالة الوطنية للاعلام
الوكالة الوطنية للاعلام

عوده: من المعيب...

عوده: من المعيب...

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.

وقال عوده: "من يريد أن يعمل حقا، فليدافع عن الجائع والعطشان والعريان والمظلوم والمنكوب والمشرد كائنا من كان، لأن إيماننا ينص على أن الإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، والإنسانية لا لون لها ولا مذهب ولا قبيلة. هكذا، فالمسؤول، خصوصا المسيحي، يكون مسؤولا عن الجميع، لا عن أتباعه ومناصريه والمهللين له فقط، لأن الوطن هو لجميع مواطنيه، وكذلك من كان مسؤولا فيه. ولأن الوطن للجميع، كذلك مؤسساته، وإداراته، ووزاراته".

وتابع،"من المعيب في بلد أن يتوقف تشكيل حكومة بسبب أداء قبلي، كل واحد فيه يريد حصة قبيلته ومصلحتها قبل مصلحة البلد والمجتمع، حتى ولو كان هذا على حساب تجويع الملايين من الناس وإيقاف عمل مئات المؤسسات، وإفلاس عشرات القطاعات".

وسأل: "في أي عصر نعيش؟ علينا كسر الطوق الطائفي والمذهبي إن كنا نريد الخلاص. الحل في استظلال راية الوطن. منطق الاستقواء مرفوض كائنا من كان من يقوم به، كفى تقديم المصالح الخاصة على مصلحة الشعب. لا يجوز أن يتفرد أحد في لبنان بمصير البلد وناسه، كائنا من كان".

وأشار إلى أن "في الماضي القريب أتحفونا بالديمقراطية التوافقية، ولم يجوز التوافق في أزمنة ولا يجوز في أخرى؟ لغة التحدي والتهويل مرفوضة في وقت مطلوب فيه التنازل عن المصالح، والاتفاق بين المسؤولين، والالتفاف حول فكرة الوطن الواحد الحر والمستقل، للخروج من الأزمة. الاستقواء لا يدوم. الوطن هو الثابت، لذا مطلوب الكف عن الكلام والتراجع عن المحاصصة وتقاسم السلطة وتشكيل حكومة تنكب على العمل ليل نهار، والبدء بسلسلة إصلاحات تطمئن الشعب والخارج، عوض نعي ما وصلنا إليه، ولنبعد لبنان عن صراعات المنطقة في هذا الظرف الصعب، كي لا ندفع ثمن صراعات الآخرين".

وأكّد عوده أن "لبنان هو وطننا، واستقلاله وحريته واستقراره وإبعاده عن كل ما يجري خارج حدوده يعود بالمنفعة على الجميع، المطلوب تفاهم وتعاون لا تصفية حسابات يدفع المواطن وحده ثمنها من أمنه واستقراره ولقمة عيشه ومستقبل أولاده".

وأردف: "نخاطب ضمائركم مرة جديدة: ضعوا انتماءاتكم وطموحاتكم ومكاسبكم جانبا وشكلوا حكومة تجري الإصلاحات الضرورية، وتعمل على إنقاذ ما تبقى من لبنا، يبدو أن اهتمام العالم بلبنان أكبر من اهتمام المسؤولين به، أي صورة عن لبنان نعطي للعالم؟ كلنا عاينا ما أوصلتنا إليه السياسة والسياسيون. لنترك الخبراء وأصحاب الإختصاص يعالجون ما أفسده السياسيون بأنانياتهم ومحاصصاتهم، لأن مصلحة لبنان قبل مصلحة الحكام، المرجو منهم تنازلات على قدر عظم المأساة".

وختم عوده بالقول، "ثبتوا إيمانكم بالله وحده، ولا تلقوا آمالا على أشخاص يبدون مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة، المسيح تنازل وقبل الصلب من أجل خلاص الشعب، ونحن لا نجد مسؤولا يتنازل، لا عن كرسي، ولا عن مكسب، من أجل الشعب، وفي المقابل يطالعوننا بمعلقات عن المسيحيين وحقوقهم"، ولنتعلم المسيحية من المسيح كما يقول بولس الرسول: "تمثلوا بي كما أنا بالمسيح (1كور11: 1)، ولنطبقها بالأفعال، لا بالأقوال والشعارات، من أجل إنقاذ شعب أكله اليأس بسبب الوعود الفارغة".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة