"ليبانون ديبايت" - علي خيرالله شريف
في معمعة الاتهامات والاستدعاءات والبروباغندا الإعلامية وقنوات السفارات، يحاول البعض تضييع البوصلة كما العادة، ويخترعون كبش محرقة، للضحك على الناس ولإنقاذ القاتل وطمس الجريمة.
ولكن يبقى لنا كمواطنين الحق في أَن نُوَجِّهَ للَّذين يتناولون الرئيس حسان دياب بكذبهم وبـُهتانهم، الأسئلة التي كررناها مراتٍ ومرات، ولغاية اليوم لم يعطنا أحدٌ أجوبةً عليها، ومنها:
كم يبلغ عدد الجهات التي لعبت وتلاعبت بقضية نيترات الأمونيوم منذ تخزينها في المرفأ لغاية يومِ الانفجار؟
مَن الذي أدخل نيترات الأمونيوم المتفجر والمشبع بالأزوت إلى المرفأ، وخلافاً للقوانين؟ ومَن الذي سمح بتخزينها من إداريين وسياسيين وعسكريين وقُضاة؟ ولقاء ماذا؟ ومن أين أتت الباخرة، ولماذا رست عندنا، ولماذا بقيت، ولماذا أُهمِلت حتى أُغرِقَت لطمس الأدلة، ولماذا ما زالت لغاية اليوم قابعة تحت الماء تعيق الملاحة في المرفأ؟
ومن الذي أوحى بتوجيه الاتهام إلى الرئيس الذي سارع بالتعاون مع فخامة رئيس الجمهورية، فور معرفتهما بالخطر، إلى المباشرة بالإجراءات اللازمة للإنقاذ؟
كم يبلغ عدد التقارير التي رُفِعَت إلى القضاء والوزارات والجيش والجهات الأمنية، حول الباخرة والحمولة والخطر الداهم؟
وكيف كانت تتم صياغة تلك التقارير؟ وهل حظيت بالجدية اللازمة للتنبيه، أم كتبوها لرفع العتب؟
وكيف تعاملت الجهات التي تلقتها؟ هل قرأتها فعلاً أم لم يكن عندها الوقت للقراءة والاهتمام والمعالجة؟
ثم نسأل سعادة المحقق العدلي فادي صوان، ونعيد السؤال مرةً بعد مرة: كم يبلغ عدد القُضاة الذين وصلتهم المراسلات والشكاوى عن خطورة الأمونيوم، ولم يهتموا للمسألة من قريبٍ أو بعيد؟ ومن هو قاضي العجلة الذي وصلته الشكوى بالخصوص، ولم يُحَرِّك ساكناً؟ ولماذا لم يُحَرِّك ساكناً إلى أن وقعت الكارثة؟ وما دور القاضي نديم زوين؟
وبما أنك لم تُجِبنا يا سعادة القاضي، عن سبب تحاشيك استدعاء المعنيين الحقيقيين بالجريمة من رؤساء الحكومات السابقين والوزراء المعنيين بشكل مباشر بالجريمة، نريد أن نسألك؛ أليس الأجدر بك أن تستدعي قُضاتَكَ الـمتقاعسين عن أداء واجبهم، والمستهترين بحياة العاصمة والوطن والمواطنين؟
أليس الأولى أن تحاسِبَ أولئك القضاة غير المستعجلين من قضاة العجلة وغيرهم، قبل أن تستدعي الشرفاء الأبرياء.
فقط نريد أجوبة على أسئلتنا يا سعادة القاضي، بصفتنا مواطنين، ونرى بأم العين مسؤولين وقضاة يغتالوننا ويغتالون الوطن.
اخترنا لكم



