توجّه رئيس الجمهورية ميشال عون بالشكر إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على "الدعم القوي والمستمرّ الذي يقدّمه للبنان من دون هوادة".
وخلال كلمته في المؤتمر الدولي الثاني لدعم بيروت والشعب اللبناني، برئاسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس بواسطة تقنية الفيديو، قال عون: "على الرغم من العوائق التي تواجهها المبادرة الفرنسيّة، لا بدّ لها من النجاح، لأن الأزمات التي يمر بها البلد قد وصلت إلى أقصى حد، ونعلم أن "المستحيل ليس فرنسياً".
كما شكر الأمين العامّ للأمم المتّحدة السيّد أنطونيو غوتيريس، بالإضافة إلى السيّدات والسادة المسؤولين والرؤساء الموجودين هنا اليوم، والذين أظهروا نيّتهم الصادقة في تقديم العون للبنان وشعبه.
وتابع قائلاً: "رسالتي إلى البرلمان عقب توقف التدقيق المالي الجنائي نالت إقبالا وإجماعا عاما، هذا الرهان الوطني الذي أتمسك به، والذي دأبت على المطالبة به منذ عام 2005، يتخطى النزاعات السياسية، ومن دونه لن يكون هناك أي اتفاقية مع أي دولة راغبة في مساعدة لبنان ولا حتى مع صندوق النقد الدولي".
وأضاف: "رد الكتل البرلمانية اللبنانية على رسالتي جاء مؤيداً بالإجماع لتدقيق كامل وشامل، والتدقيق المالي الجنائي سيدل على كلّ المسؤولين عن انهيار نظامنا الاقتصاديّ، كما سيفتح الطريق أمام الإصلاحات الضروريّة لإعادة بناء الدولة اللبنانيّة".
وقال عون: "إنني مصمّم، ومهما كلّفني الأمر، على متابعة مسيرة التدقيق المالي الجنائي حتّى النهاية، لتحرير الدولة اللبنانية من منظومة الفساد السياسي والاقتصادي والإداري التي أضحت رهينة لها، بغطاءٍ من ضمانات مذهبية وطائفية واجتماعية".
وأشار إلى أن "لا شك أنه بإمكان الدول المجتمعة اليوم أن تقدم للبنان مساعدة أساسية، وعبر الوسائل المتاحة لدى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لمحاربة سرقة الأموال العامّة، وتعقّب التحويلات غير الشرعيّة لرؤوس الأموال إلى الخارج، وبالتحديد ابتداءً من 17 تشرين الأول من العام 2019".
وأكّد إنّ "أولويّتنا اليوم هي تشكيل حكومة عبر اعتماد معايير واحدة تطبق على جميع القوى السياسية، والمهام التي تنتظرها ضخمة، فالمطلوب من الحكومة العتيدة أن تطلق في الوقت ورشة الإصلاحات البنيوية الملحّة، وإعادة إعمار بيروت، وتطوير خطة التعافي المالي والاقتصادي ووضع أطرها التنفيذية".
ولفت عون إلى أن "المآسي التي حلت على لبنان تفوق قدرة اللبنانيين على الاحتمال؛ فالصعوبات الاقتصادية أثقلتهم وأصابت مدخراتهم ووظائفهم وهددت مستقبل أبنائهم، ومع انتشار كورونا وضرره على جميع الصعد وبكل العالم، جاء انفجار مرفأ بيروت ليضرب قلب عاصمتنا ويزيد من مآسي شعبنا ومن الضرر اللاحق بإقتصادنا، جرّاء الأزمات المتراكمة والمتصاعدة التي حلت بلبنان، باتت مساعدة الدول المجتمعة اليوم لا غنى عنها لجميع اللبنانيّين في أي منطقة كانوا".
وإعتبر إنّ "المساعدة الدولية أساسيّة مهما كانت طرقها أو آليّاتها أو أدواتها ومهما كانت القنوات التي ستعتمدونها، طالما هي بإشراف الدول المجتمعة اليوم وإشراف الأمم المتّحدة"، مشيراً إلى أن "لبنان يتفاوض حالياً مع البنك الدولي على قرض وقدره 246 مليون دولار لمشروع "شبكة الأمان الاجتماعي- أزمة الطوارئ في لبنان والاستجابة إلى فيروس كورونا"، وستنتهي المفاوضات هذا الأسبوع، وأمل الحصول على الموافقة العاجلة من مجلس المديرين للبنك الدولي".
وشدّد على أنّ "المساعدة الدولية أساسية وضرورية خصوصاً وأن لبنان ما زال يعاني جراء نزوح أعداد ضخمة من السوريين إليه، ومن الملح اليوم أن يحسم المجتمع الدولي قضية عودتهم إلى أراضيهم، لأن بلدنا المستنزف لا يملك البنى التحتية ولا السبل المناسبة للاستمرار في استقبالهم أو حتى تقديم أي دعم لهم".
وأضاف: "إنّ لبنان لا يعرف المستحيل، وتاريخنا يخبر أننا شعب لا يتعب من النضال ليحافظ على وجوده".
وأردف الرئيس عون، قائلاً: "لقد دعوت اللبنانيين للنهوض معاً ورفع الصوت في المكان الصحيح للضغط حيث يجب، لنفوز بمعركتنا ضدّ الفساد... هذه المعركة المصيريّة للبنان!،
وها أنا اليوم، ومن على هذا المنبر، أطلب من المجتمع الدولي بأسره ألا يتخلى عن بلد الأرز، وما يمثله من ثروة للبشرية جمعاء".
وختم عون كلمته، بالقول: "لقد عبّر الشباب اللبناني عن هواجسه ومعاناته وتجذره العميق ببلده، وأمله الكبير بمستقبل لبنان".
اخترنا لكم



