ترأس راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر، عشية عيد إنتقال العذراء مريم، قداساً إلهياً، لراحة أنفس الشهداء الذين سقطوا في انفجار بيروت وعلى نية المحزونين والمفقودين والجرحى، وذلك في منطقة مار مخايل - النهر، بمشاركة السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزيف سبيتاري ولفيف من الكهنة.
وألقى عبد الساتر عظة قال فيها: "هناك من سأل: لماذا القداس في مكان الموت هذا بين الردم والدم؟ جوابنا هو أنه في هذا المكان كشف الشر عن وجهه الحاقد، وحاول أن تكون له الغلبة في وطننا لبنان، فقتل الأبرياء، واختفى الأحباء، وتهدم جنى العمر ومحيت الذاكرة، وتوقف الزمن".
وأضاف، "في هذا المكان، اخترنا ان نحتفل بالقداس لنعلن امام الجميع اننا بيسوع مخلصنا وربنا ننتصر على الموت بالقيامة، وعلى الشر بالمحبة والخير والغفران، وعلى القهر بالتضامن والتعاضد، ونحتفل بالقداس في هذا المكان لنعلن امام الجميع إيماننا ان موتانا الذين حاول الموت ان يطويهم، هم أحياء في قلب الله، وحاضرون معنا في هذا الوقت وفي هذا المكان بالذات".
وأشار عبد الساتر إلى أن "هناك من سأل ويسأل: أين كان يسوع وأمه مريم لحظة الانفجار؟ لماذا لم يخلصا الكسندرا وتريز ورالف وجو وأحمد وعلي وآرام، وغيرهم من الشهداء، من الموت؟ لست أدعي أني أعرف مشيئة الرب في حياة كل إنسان، لكني متأكد من حب الرب ووالدته مريم لكل إنسان، حب هو بالأحرى غرام، لأنني كل يوم أختبر هذا الحب".
وتوجّه قائلاً: "إلى المسؤولين في بلادي من كل الطوائف والأحزاب: متى ستتغيرون؟ متى ستتخلون عن الكذب والسعي خلف الكراسي والمال؟ متى ستكونون حقا في خدمة من ائتمنوكم على حياتهم وأحلامهم؟ هل بكيتم من استشهد؟ هل ستكفون عن الاستنكار والتصاريح الفارغة وتعملون بصمت، احتراما للدماء التي هدرت، على كشف حقيقة ما جرى ومن هو الفاعل الحقيقي؟ هل تشعرون بغضب الناس؟ أليس هذا الغضب هو ما جعلكم تخرجون من مقراتكم محاطين بجيش من الأزلام المسلحة؟ هل تسمعون لعنات الأمهات الثكالى؟ فها انتم تعودون الى ما كنتم عليه من قبل من اصطفاف ومحاصصة، من سجال عقيم ومماحكات لا تنفع. متى تتغيرون؟ متى تلين قلوبكم المتحجرة؟ متى تتخلون عن عقائدكم الطائفية والسياسية، لتروا حقيقة واقع شعبكم فتعملوا لتكون له الحياة بوفرة؟".
وقال عبد الساتر:"أيها المسؤولون في بلادي، أريد ان أعرف ومعي كل المنكوبين، حقيقة ما جرى، لماذا وقع الانفجار؟ وكيف؟ وعلى يد من؟ وهل ستحاسبون الفاعل؟ ايها المسؤولون في بلادي عن حياة شعبهم، أكنتم رجال سياسة او تجارا او موظفي دولة او مصرفيين او غيرهم، تذكروا ان من يميت شعبا، روحيا أو ماديا او نفسيا يرتكب جريمة ضد الإنسانية ويستحق ان يحاكم امام محكمة دولية".
وختم راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر، "إخوتي أخواتي، نصلي على نية شهدائنا وأهلهم، نصلي على نية المفقودين ليعودوا، نصلي على نية الجرحى والمنكوبين، نصلي على نية شبابنا وشاباتنا الذين اندفعوا في الخدمة والتضامن مع إخواتهم وأخواتهم بمجانية فوضعوا في قلوبنا الرجاء والعزاء، ونصلي على نية لبنان، ليحم الرب لبنان وشعبه".
اخترنا لكم



