المحلية

الجمعة 14 آب 2020 - 04:00

الإمارات توقّع.. لن تكون الأخيرة خليجيًا

الإمارات توقّع.. لن تكون الأخيرة خليجيًا

"ليبانون ديبايت" - صفاء درويش

فشل نتنياهو بضم الضفة الغربية، فضم الإمارات العربية المتحدة إلى لائحة الدول التي أنجزت اتفاق سلام مع الكيان الإسرائيلي. فمنذ سنوات بدأت الأخبار عن تواصل يحصل بين القيادتين السياسيتين والأمنيتين لجهة التنسيق والزيارات المتبادلة. بقي الأمر طي الكتمان، أو على الأقل التزم الفريقان الرسميان الصمت الذي لم يخرقه سوى تسريب صحف المعارضة العربية بعض الأخبار والمقالات التي تفضح الأمر.

يوم أمس خرج الموضوع إلى العلن في توقيت دقيق يسعى الطرفان لغرف مكتسباته ولو بعد حين.

فمنذ ما قبل العام 2015، بدأت الإمارات بلعب دور القائد الخليجي بلا منازع. منذ ذلك الحين، أحكمت قبضتها على القرار معتبرة أنها المسؤولة الأولى عن الأمن القومي الخليجي بطريقة بات تجاوزها صعب للغاية. الحصار الذي فرضته الإمارات والسعودية على قطر لم يكن سوى وجهًا من وجوه قيادة الإمارات للساحة الخليجية.

اليوم، وقعت اتفاقية السلام، وتبعًا لدورها الريادي يخرج السؤال الكبير: كيف ومن التالي؟

يكشف مصدر ديبلوماسي في بيروت أن فكرة التوقيع ليست بجديدة، ولكنها تبلورت في الأشهر الأخيرة بعد محاولات أميركية لحث الجانب الإسرائيلي تأجيل ضم الضفة الغربية، فنجحت المساعي مقابل اقناع الجانب الإماراتي بالتوقيع كجائزة ترضية لنتنياهو تسعفه في معاركه الداخلية. في هذا الإطار تشير المعلومات أن البحرين ستكون هي التالية ضمن المخطط الأميركي لتعزيز موقف نتنياهو، فيما يؤكد المصدر أن السعودية قد تكون هي الوجهة الثالثة بعد أن يكتمل مشهد ما بعد الملك سلمان الذي يدرس الأميركي مع العائلة الحاكمة سيناريو ما بعد اعلان وفاته.

هذا ويأتي الإعلان عن توقيع الاتفاق بين الإمارات واسرائيل قبل اشهر من الإنتخابات الأميركية ما يعزز المعلومات عن ضغط أميركي سيدفع أكثر من دولة عربية خليجية للسير بالخطوة الإماراتية.

الإتفاق الذي جرى توقيعه برعاية أميركية في واشنطن أعلن بصراحة إرجاء ضم الضفة الغربية للأراضي المحتلة، والإرجاء يعني بوضوح عدم إلغاء القرار. بنود الإتفاق لم تلحظ أيضًا مدة الإرجاء، أي أن تقديم الولايات المتحدة لإسرائيل اتفاقًا مع دولة عربية قد يكون ثمنه تأجيل ضم أرض عربية لمدة شهر واحد، أو ربّما أكثر بقليل.
هذا وكان لافتًا عدم تحدث الإتفاق عن المسجد الأقصى وسلطة كيان الإحتلال عليه، حيث كان يمكن للإمارات إضافة شروط معينة تصوّرها فيما بعد كمكاسب أو انجازات أمام الرأي العام العربي والفلسطيني، في حين ستشهد مختلف المناطق الفلسطينية مظاهرات تنديد بعد صلوات الجمعة للإحتجاج على شرعنة الإحتلال من قبل دولة عربية ليست بحاجة، من منظارهم، لا لدعم اقتصادي ولا لدعم سياسي.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة