المحلية

الأحد 05 نيسان 2020 - 17:55

هل يا ترى نعود إليك يا لبنان؟ !

هل يا ترى نعود إليك يا لبنان؟ !

لم يكن يدري لا الشاعر الراحل يونس الابن ولا الفنان مارون نمنم ان أغنيتهما " ضجرنا من البيت ضجرنا تجوزنا وتعترنا " ستصبح " ضجرنا من البيت ضجرنا اجا الكورونا وتعترنا ".

العزلة المؤقتة في سجن البيت إختبرها الشعب اللبناني وكل على هواه وموضته وطريقته لكسر الرتابة وتمضية الوقت مع العائلة التي إلتم شملها وهو أمر من فوائد الفيروس القليلة .
الكتابة والتأليف والرسم والحفر والعزف والتلحين والتنظيف والتأهيل والغربلة والعودة الى صور الطفولة والمراهقة وألبومات الذاكرة والطبيخ المتنوع والدسم إلى حد مذاكرة موسوعة " ألف باء للطبخ " صفحة صفحة .

العودة إلى الشرائط الغنائية " الكاسيت " وسماع حنين الماضي على الوجهين A و B وكذلك ذكريات المدارس ودفاترها المحفوظة في المكتبة كوردة ذبلت بين اوراق الكتب الصفراء ...
ألعاب الولدنة من " مونوبولي "والمال النظيف النادر والمزيف كرصيد رؤوس الاموال في المسلسلات اللبنانية وهذه اللعبة التي تستملك الاراضي والعقارات بدون هواجس وأخطار التغيير الديموغرافي كنت أحتفظ في طفولتي بواحدة معربة موقعة بأسمي " أديب وسلوى " وأظن انهما أديب وسلوى حداد " أبو ملحم وأم ملحم ".

السكرابل والليغو وتركيب الصور الجدارية على طريقة "البازل" كتركيب بازل الاماكن الشاغرة في التعينات وحزازير " انسان - حيوان - اشياء -مدن - مأكولات" ...
ورق الشدة ظهر في أيام الشدة وعادت ألعاب الثامن والرابع عشر في آذار ولكن مع " الـ ١٤ " و" التمانية الخوتى" و "الطرنيب والقاشوش والبيناكل وصوت الشحرورة يصدح قوم تا نلعب باصرة " وعادت التزريكات في صفوف البيت الواحد كأن الربح والخسارة بين حزبين أو تيارين أو أكثرية وأقلية .

الكورونا سمحت لنا كأولياء طلاب جامعيين وثانويين أن نتلصص في البيت على صفوف أولادنا ونشهد لحصصهم المدرسية والجامعية وعلمنا هذا الوباء على خمول لم نفكر به يوماً فعدا النوم النهاري على طريقة نجوم الغناء الذين يسلمون الليل للفجر فالبرنامج الإذاعي نقدمه من غرفتنا والميكروفون الذي نستخدمه لتحدي Karaoke أصبح وسيلتنا وأثيرنا وأوراقنا وأقلامنا صروحنا الاعلامية .

الكورونا أعادت إلى الشباب موضحة الذقون الطويلة والشعر الهيبي ولمن أبى هذه الموضة فقد زاد هذا الفيروس من نسبة الصلع في لبنان على طريقة " كشف عالقرعة وفزعنا " علماً أن بعض من المزينين والمصففين فتحوا صالوناتهم الجوالة على طريقة الدلفري .

السلوك الاجتماعي تبدل وطارت من القاموس الشعبي عبارات " حولوا " و" ميلوا " و" شرفونا " ومن الآن أدركنا أن الصيف لم يعد للكيف وأن لبنان لم يعد " للضيف مفتوحة منازلنا ... حتى للحجر المنزلي .

الكثير من الاغنيات توقفنا عن انشادها وهي التالية :
- وينك يا جار شرفنا عالصبحية للفنانة دنيا يونس اذ اصبحت : اوعى يا جار تشرفنا عالصبحية الكورونا بأنتشار والاعداد فوق الخمسمية ..
- ليش ليش يا جارة أوعى ترديلنا الزيارة .
- ما دام جيت على الحارة ما تشرفنا بزيارة لصباح أصبحت ما دام جيت على الحارة للوقاية رح نتخبى بمغارة .
- زوروني كل قرن مرة ورحم الله سيد درويش وأطال بعمر السيدة فيروز .

وكما ألغيت المناولة الاولى وتأجلت العمادات والاعراس كأن ضربة الاسكان والتعاونيات لم تكف عرسان الغد ليفرملوا أرتباطهم وزيجاتهم . الحجر المنزلي الناجم عن وباء الكورونا قضى على جميع إشكال الواجبات الاجتماعية فالتعازي القلبية الحارة على الهاتف كأنها بين قارتين أو بين مقيمين ومغتربين وزيارات المرضى عبر الواتساب والامنيات الهدايا التي لا ترد ولا تستبدل .

زيارات المستشفيات مغامرة تشبه زيارة الجبهات والمتاريس وخطوط التماس في الحرب أو كأنها تجاوز للخط الازرق وجولات التسوق الحذرة بالقفازات والكمامات تشبه المشي على مسافات مزروعة بالألغام وأسعار السلع شظايا تصيب القدرة الشرائية وفيروس جشع التجار لا لقاح له اليوم وفي المستقبل .

نحن شعب نجيد التأقلم مع الواقع الجديد مهما كان مؤلماً لكننا لم نحذر يوماً أن مقولة " نيال مين عندو مرقد عنزة بجبل لبنان " تعني أنه هنيئاً لمن لديه جداراً وسقفاً يحتمي بهما من فيروس الكورونا ومن كورونا المساعدات على طريقة السلفي وعرض العضلات .

هل يا ترى نعود إليك يا لبنان ؟ أنشدها نجيب حنكش من زمان ونحن ننشدها اليوم : هل يا ترى نعود إليك يا لبنان كما كنا قبل فيروس الكورونا ؟؟؟

سؤال ممزوج بغصة " يا ريت ".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة