نفض رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري عن كتفيه كل سنوات اخفاقاته وفشله خلال دردشة مع الإعلاميين عقب الاجتماع المالي الذي ترأسه في "بيت الوسط"، رامياً بها على الدولة التي لم تنجز كما قال الاصلاحات التي يجب ان تقوم بها، معتبراً أن من حارب الحريرية السياسية هو من أوصل البلد إلى ما نحن عليه اليوم... لم يخجل الحريري من التنصل من مشاركته على مدى 14 سنة في العمل السياسي تخللها ترؤسه ثلاث حكومات، وانغماسه في نظام فاسد كان هو محوره ادى الى افلاس البلد، وفوق هذا تبجح متحدثاً عن محاربة الحريرية السياسية وهو الذي قضى على ارث الشهيد رفيق الحريري سياسياً ومالياً.
نسي سعد او تناسى انه اضاع الطريق الذي خطّه والده على مدى سنين لرفع لبنان وابعاده عن نظام ولاية الفقيه، وذلك بتحالفه مع "حزب الله" ومن خلفه طهران، لا بل وصلت به الوقاحة الى زيارة قاتل والده في دمشق ووضع يده بيده، كما ساهم بوصول العماد عون الى القصر الجمهوري، فمن حارب الحريرية السياسية يا سعد؟ ومن اضاع تعب الشهيد رفيق، الذي تمكن من تشيّد علاقات دولية مع ملوك ورؤساء العالم، حيث اثمرت علاقاته الإقليمية والدولية، مكاسباً للبنان واعادت تموضعه على الخريطة العالمية بعد الحرب الاهلية، واصبحت بيروت في عهده مدينة المؤتمرات والقمم لتتحول مع حكم الابن الى بلد منكوب لا يستطيع شعبه تأمين قوت يومهم، كل هذا لم يمنع سعد من القول للاعلاميين انه" عُقدت مؤتمرات باريس 1 و2 و3. وفي باريس 2 حصل لبنان على 10 مليارات دولار، كانت تشكل يومها ثلث الدين العام للبنان، وكان بإمكاننا أن نسدد كل المستحقات المتوجبة علينا آنذاك" وهو الذي تسبب في غياب الثقة الدولية بلبنان بعدما امعن وشركاؤه في الحكم في السرقة والفساد الى حد ان الدول المشاركة في مؤتمر "سيدر" وضعت شروطاً صارمة لاتخاذ خطوة مساعدة لبنان، والى الان لم يتم تحقيق اي منها.
كذلك من حارب الحريرية السياسية يا سعد هو من افلس شركات والده، من سعودي اوجيه الى تلفزيون وجريدة المستقبل الى مؤسسات الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي توقفت عن تقديم المساعدات المالية والغذائية ومنح الدراسة والتقديمات الاستشفائية، كل ذلك من اجل ان تغرق بملذاتك مع النساء، والدليل الوثائق التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية من محكمة في جنوب افريقيا تشير إلى تقديم سعد أكثر من 16 مليون دولار لعارضة أزياء من جنوب إفريقيا بعد أن التقيا في منتجع فاخر في سيشيل عام 2013.
وعند سؤاله" هناك من اتهمك بالدفاع عن المصارف والتخلي عن الناس" أجاب:" أنا لست لا في هذا الطرف ولا في ذاك. أنا مع أن يكون الشخص صادقا مع المواطن اللبناني ويقول له الحقائق كما هي. يجب ألا نكذب على المواطن اللبناني ونقول له أن الحق على البنك المركزي وعلى المصارف. هم يتحملون جزءا من المشكلة؟ نعم يتحملون جزءا من المشكلة، لكن هل هم المشكلة كلها؟ كلا"... يضحك سعد على نفسه لا على الشعب محاولا اتخاذ موقفاً حيادياً من ثورة الجياع على حاكم مصرف لبنان والمصارف التي تسرق اموال المودعين وتتلاعب بلقمة عيشهم من خلال رفع سعر الدولار امام الليرة لدى الصرافين، وهو الذي لم يخجل في الامس من التعبير عن استنكاره لغضب الثوار الذي ترجم في شارع الحمرا حيث تساءل اين الجيش، مدافعاً عن سلامة معلناً وقوفه في صفّه.
حاول الحريري اظهار نفسه انه المدافع عن اهل السنة وموقعهم في لبنان عندما سئل فيما لو ان الحكومة الجديدة عمدت إلى إقالة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان فأجاب: ليحاول أحد إقالته.."شو أنا حبتين؟". وكأنه لم يتسبب باحباط اهل السنّة منذ رفعه عبارة "نحن أم الصبـي" لينطلق بعدها في مسيرة التخاذل في سياساته امام الاخرين، مع عجزه عن الدفاع عن أهل السنّة ومواقعهم، حتى جعلهم مكسر عصا الامر الذي تسبب بغضبهم منه وقد ترجموا ذلك في صناديق الاقتراع، والدليل خسارته في الانتخابات النيابية الاخيرة ثلث المقاعد التي سبق وحصل عليها.
ان لم تستح فقل ما شئت... فقد كان الاجدى بالحريري السكوت وعدم محاولة تبرير الحال الذي وصل اليه البلد والحريرية السياسية لانه المتهم الاول والاخير!
اخترنا لكم



