المحلية

الثلاثاء 07 كانون الثاني 2020 - 17:12

لْ حِسّْ خْشيش، وما في شيش!

لْ حِسّْ خْشيش، وما في شيش!

"ليبانون ديبايت" - ملكار خوري

أنهت "مْلَيْكِي" قطف شتل اللوبيه. لفَّت حزمة العيدان اليابسة، جعلتها في منتصف وزرتها الطويلة، رفعتها من أمامها، عقدت أطرافها حول رقبتها، وسارت عائدة إلى المنزل.
لمَن لا يعلم، فإن جَمع شتل اللوبيه عند إستحقاق قطفه عمل شاق، يستدعي العمل بوضعية الإنحناء لأوقات طويلة، ناهيك عن الوبر السميك الذي يغطّي العيدان وأطرافها الحادة التي تتسبب بجروحٍ في اليدين والأصابع عند إستخراج الحبوب من مظاريفها.
بلغت "مْلَيْكِي" أطراف الحي، يسبقها صوت خشخشةٍ منتظم على وقع خطواتها، أعلا الساق يضرب بوزرتها المنتفخة، فتخشخش:
خِشّْ، خِشّْ/
خِشّْ، خِشّْ/
خِشّْ، خِشّْ...
"لْ هيئا مْوَفّْئا ومْكَتّرا بهالرزئات!"، قال لها نسبيها.
" لْ حِسّْ خْشيش، وما في شيش!" ناولته "مْلَيْكِي"؛ للدلالة على الحجم الكبير للوزرة وصوت خشخشة عيدان اللوبيا، مقارنة بالقدرالقليل للغلة الناتج عن هكذا حِمل.

هو حال تشكيل الحكومة؛ لقاءات، وتصاريح وتحاليل، من دون تشكيل. ولَعلّ جواب "مْلَيْكِي" يبقى صالحاً حتى بعد تشكيل الحكومة.
هو حال المودعين المنتظرين صفوفاً أمام المصارف وداخلها لأوقات طويلة، من أجل الحصول على حفنة من الدولارات.
هو حال مكافحة الفساد وكَمّ الإخبارات والفضائح، دون توقيف أي فاسد.
هو حال الوعود المتصلة بعائدات إستخراج "البَتْرُول" من البحر (والتي تتحاشى الإشارة إلى عدد السنوات الفاصلة بين عملية الإستخراج وإستحقاق أول مردود مادي)، جعجعة من دون طحن.
هو حال التطمينات حول إستقرار سعر صرف الليرة، في مقابل فقدانها لأكثر من ثلث قيمتها الشرائية بين ليلة وضواحيها.
هو حال التباهي بإنجازات ومشاريع ورؤى.
و" لْ حِسّْ خْشيش، وما في شيش!"

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة