"ليبانون ديبايت"
ايجابية وحيدة يمكن أن تسجلها محرقة بيروت، وهي بعيدة كل البعد عن وظيفتها التي سعت بلدية العاصمة الى "تسويقها" أمام الرأي العام.
هذه الايجابية تكمن في الاجماع بين الاحزاب والقوى السياسية في العاصمة عليها، فطغت المصالح السياسية لهذه الاحزاب على مصلحة الوطن وصحة أبنائه.
حزب سبعة قرر "المواجهة" على طريقته، إذ أعلن "التعبئة العامة" في كل المناطق استعدادا ليوم "المحرقة"، حيث يجتمع مجلس بلدية بيروت للبحث في هذا الملف.
وما لم يعلنه المجلس، كشفته الأمينة العامّة لحزب سبعة الاعلامية غادة عيد في حديثها الى "ليبانون ديبايت"، إذ اشارت الى أنّ "البحث سيتناول دفتر شروط المحرقة أي أن الامور تسير وفق ما يخطط له المجلس، ومن هنا فإنّ حزب سبعة قرر التحرك لا سيما وان استطلاعات الرأي التي أجراها على عينة كبيرة من سكان العاصمة أظهرت أن حوالي الثمانين في المئة منهم يرفضون المحرقة، فيما رأى الخبراء أيضا أن تشغيلها على الطريقة اللبنانية من دون فرز من المصدر أو تسبيخ وتدوير يؤدي حكمًا الى كارثة بيئية في منطقة مكتظة".
وتستغرب عيد طريقة التعامل مع الملف من قبل البلدية "التي تصر على توقيع دفتر الشروط واجراء المناقصة من دون أن تحدد المكان التي ستشيد عليه هذه المحرقة"، مشيرة الى ان "الحزب فقد ثقته بهذه السلطة والحكومات المتعاقبة التي لم تتعاط مع هذا الملف بشكل بيئي وتقني لان الهدف كان الاستثمار بالنفايات وعقد صفقات عبرها منذ أكثر من عشرين سنة حين استولت شركة سوكلين على هذا الملف وكانت "تسرق" أموال البلديات وتوزع ملايين الدولارات على السياسيين كافة".
وبالنسبة الى "عيد"، فإنّه "من السهل على نواب المنطقة "الاستعانة" بدول العالم ليقولوا انها تعتمد على نظام "المحرقة"، مذكرة اياهم بأن "في تلك البلدان ثمة دولة ونظام مراقبة ومعايير للمحارق وهي تغيب عن القاموس اللبناني".
وتوضح عيد أنّ "دول العالم تعتمد على الفرز والتسبيخ في الدرجة الاولى وما يتبقى ونسبته لا تتعدى الخمسة في المئة هو للمحرقة أما في لبنان فالاعتماد على المحرقة يتعدى الثمانين في المئة"، مستغربة "غياب أي خطوة تشدد على الفرز من المصدر واعطاء البلديات استقلاليتها ولا مركزيتها في ملف النفايات في حين نجد اصرارا ورغبة كبيرة لانشاء المحرقة".
واذ تتهم عيد "الاحزاب بمحاصصة المشاريع والصفقات كما المغانم"، تسأل عن "موقفهم من ما يجري لاسيما واننا لم نقرأ بيانا لحزب يرفض من خلاله المحرقة، وفي هذا الملف نجدها صامتة كصمت أهل الكهف".
اخترنا لكم



