"ليبانون ديبايت" - رشاد الزغبي
يُقال دائماً، أنّ أجمل ما يُمكن أن تراه في مدينة صور هو البحر النقيّ، والشاطئ النظيف، بعكس المدن الأخرى التي دائماً ما يشاع أن شواطئها ملوثة.
صور التي اشتُهرت بلقب "عروس البحر"، ظُلمت بعض الشيء مع الأجيال الجديدة عند حصرها بهذه الميزة، فلهذه المدينة أمجادها وروائعها من مواقع اثريّة وثقافية هي التي صدّرت الأبجدية الى العالم، وكانت مقصد السيّاح.
من هنا، خرجت مبادرة شبابيّة طموحة، أطلق عليها المنظمون إسم "لبنان الى صور"، تهدف الى تعديل الصورة النمطيّة السّائدة عن مدينتهم، والتي حُصرت بالبحر، في حين تتميّز بأمكان عدّة تستحقّ الزيارة والإضاءة عليها.
ويسعى المنظمون، الى التأكيد، أنّ في صور إرثاً حضاريّاً وفكريّاً لا يُمكن تجاهله والتعتيم عليه، الأمر الذي يدفعهم الى العمل بشكل متواصل ومستمرّ على تنظيم قوافل سياحيّة، من أجل تعريف الناس على المدينة بكلّ حبٍّ وشغف، وكلّ ذلك بدعمٍ متواضعٍ، مع تصميمٍ دائمٍ على إبقاء هذه المبادرة بعيدة من السياسة التي دائماً ما تشوّه الفكرة النبيلة عن كلّ منطقة.
السبت الماضي، خصّص منظّمو "لبنان الى صور"، يوماً رائعاً للإعلاميين والصحفيّين، واكبهم فيها "ليبانون ديبايت"، للتمتّع بجمال هذه المدينة، من خلال جولة في ارجائها ضمن برنامج سياحيّ زاخم اقتصر على ساعات قليلة لكنّها كانت كفيلة بإظهار محبّتهم الكبيرة لواحدة من أقدم المدن الساحليّة، وايقاعنا بغرامها.
الجولة بدأت بزيارة "موقع البص الاثري" الذي يضم مدينة أموات رومانية – بيزنطية، وقوس النصر ونواويس فريدة الصنع!
ثم انتقلنا الى "محمية شاطئ صور الطبيعية"، التي توصف بأنها ذات الطبيعة "الثلاثية الأبعاد" لما لها من تنوّع بيئيّ، إذ تجمع الغطاء النباتي الأخضر والكثبان الرملية الصفراء والشاطئ البحري الأزرق.
البرنامج لم ينتهِ بعد، فأنتَ مدعوّ الى تذوّق طعام صور الشهيّ، قبل أن "تتمشّى" على الكورنيش وتتعرّف الى أهل المدينة عن قربٍ.
ومن الأماكن التي على كلّ زائر أن يضعها على رأس جدوله، أعمدة الكنيسة الصليبيّة، منارة صور، شارع الألوان، كنيسة سيدة البحار، ميناء الصيادين ومسجد الإمام عبد الحسين شرف الدين... خصوصاً أنّها تظهر العيش المشترك الإسلامي المسيحيّ والتنوّع الطائفي الجميل.
.... كلّ ما رأيناه يستوجب الإهتمام، ويعطي عن صور فكرة مميزة، فهي حتماً ستتحوّل الى ثروة حقيقية تميزّها عن باقي المناطق، لكن الفريد أكثر هو التفاف منظمو "لبنان الى صور" حول مدينتهم وإصرارهم على تثبيتها في مكانتها الحقيقية.
اخترنا لكم



