كتب محمد شقير في صحيفة "الشرق الأوسط":
سرعان ما تراجع الانسجام الذي راهن عليه رئيس الحكومة سعد الحريري، ورأى فيه خريطة الطريق التي تتيح للبنان الإفادة من مؤتمر "سيدر" للنهوض من أزمته الاقتصادية، وتحوّل فجأة ومن دون سابق إنذار إلى كيل الاتهامات وتبادل الحملات السياسية والإعلامية على خلفية مكافحة الفساد في الإدارات وهدر المال العام. وانبرى حزب الله بلسان نائبه حسن فضل الله إلى شنّها مستهدفاً في الأساس، كما تقول مصادر في تيار المستقبل لـ "الشرق الأوسط"، المشروع الاقتصادي لرئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري، الذي استند إليه لإعادة إعمار ما هدّمته الحرب.
وطبيعي حسب المصادر نفسها، أن يصوّب حزب الله في معركته ضد الفساد وهدر المال العام على رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة باعتباره أحد أبرز الصقور في "المستقبل" وكانت له مع الحزب جولات من الخلاف السياسي.
لكن تركيز حزب الله في حملاته على الرئيس السنيورة ينسحب أيضاً على الرئيس الحريري في محاولة لإضعافه وصولاً إلى "تطويعه" مع تسليم الحزب بأنْ لا بديل له، حتى إشعار آخر، على رأس الحكومة، رغم أن السنيورة يدحض هذه الاتهامات وسيقول كلمته في مؤتمره الصحافي الذي يعقده غداً.
وهناك من يربط توقيت حملة "حزب الله" ولو بصورة غير مباشرة على السنيورة بأنها تأتي في سياق استعداده لسحب وحداته العسكرية من سوريا على مراحل، وبالتالي هو في حاجة ماسّة إلى قضية "شعبوية" لمحاكاة اللبنانيين الذين لا يختلفون حول ضرورة مكافحة الفساد في ظل ارتفاع العجز في الخزينة وتزايد الدين العام. إضافة إلى أن الحزب، كما تقول مصادر "المستقبل"، يحاول أن ينزع عنه لباسه العسكري ويستبدل به لباساً مدنياً لإشعار الآخرين بأنه أخذ على عاتقه أن يتحول إلى رأس حربة لمكافحة الفساد.
اخترنا لكم



