أكد رئيس حزب القوات اللبنانية"سمير جعجع أن "الناس ومن بين كل الأحلام، قررت التمسك بحلم القوات اللبنانية بالذات، بعد محاولة سلطة الوصاية والكثير غيرها، وبكل قواهم، خنق هذا الحلم وتقديم أحلام أخرى للبنانيين على طبق من فضّة".
وفي كلمة له خلال قداس لشهداء المقاومة اللبنانية في معراب بحضور أمين سر تكتل "لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جمال الجراح ممثلاً رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، أوضح جعجع أنه "بعد أن أمعنوا تهميشا وتعتيما وإلغاء، وبعد أن استبعدوا "القوات" عن السلطة السياسية لمدة 15 سنة، عادت القوات اللبنانية بـ15 نائبا في يوم واحد وانكسر الحصار وتحرر الحلم".
وتوجه الى الرئيس الراحل بشير الجميل بالقول: "ألق نظرة وشاهد غرسة الأرز التي زرعتها وتركتها قبل أن يشتد عودها، ألق نظرة لترى كيف نمت غصونها وامتدت جذورها في كل أرجاء الوطن، بعد أن اجتازت معموديات مقاومة متلاحقة، الواحدة تلو الأخرى، في صمود كبير وإيمان لا يتزعزع"، مشيراً الى "أنك فتحت لنا أبواب الجمهورية القوية ومضيت وهبت علينا من بعدها أمواج عاتية متلاحقة من الظلم والتجني، تغلبنا عليها كلها، وعدنا من الباب العريض بتكتل الجمهوريّة القويّة".
ومن جهة أخرى، أكد أنه "لقد شهروا بنا في الإعلام ولفترات طويلة كي نصبح جثثا سياسية وصادروا ممتلكات الحزب ومؤسساته الإجتماعية التي وجدت لخدمة المجتمع وضعونا في زنزانات تحت الأرض وانتظروا أن نموت في الوزارة"، لافتاً الى "اننا نحن اليوم أصبحنا مفخرة الوزارات، لهذا السبب هناك بعض، في الداخل والخارج، خائف وخائف جدا".
وشدد على "أننا انطلقنا من تحت الأرض وتمكنا من ان نصل لنكون مفخرة الوزارات التي استلمناها، فكيف بالحري اليوم بعد أن أصبحنا فوق الأرض وفي وزارات أكبر وعددها أكثر؟"، لافتاً الى "اننا من هنا يمكن أن نفهم هلع وخوف وتخبّط البعض وجهوده المستميتة، كي لا نتمثل في الحكومة بشكل وازن أو إذا أمكن، كي لا نكون فيها من الأساس ولكن السيف سبق الذل فقد قال الشعب كلمته: "صار بدّا، لأنو القوّات قدّا".
ولفت إلى أن "اداء وزرائنا في الحكومة المستقيلة يمكن أن يعطي فكرة واضحة عما نعتزم القيام به في الحكومة الجديدة، من هنا نفهم سبب الحملات المسعورة الكاذبة على وزرائنا، وبدل أن يحاول البعض التشبه بوزرائنا وبالتالي محاولة كسب محبّة الناس وثقتهم كما فعل وزراؤنا، فقد انصرف لمحاولة التهشيم بهم لربما بهذا يمكن أن يساويهم به ولكن إن جاءكم فاسق بنبأ فتنبّهوا".
وأشار إلى "انني أتمنى ألا ينسى أحد أن الشهيد الأول في القوات اللبنانية كان رئيس جمهورية واستشهد تحديدا لأنه كان يحاول إنقاذ الدولة، وفي الأساس وجدت القوات اللبنانية لتعبئة الفراغ الذي خلفه غياب الدولة عند اندلاع الحرب، واليوم تدخل القوات الحكومة من أجل ملء الفراغ الذي تسبب به البعض بممارستهم في الدولة"، لافتاً الى أن "المسألة بالنسبة إلينا أساسيّة وجوهريّة الى هذا الحد وليست أبدًا مسألة محاصصة أو مراكز أو حقائب".
وأكد أنه "من جهة ثانية، لقد أثبتت الإنتخابات النيابيّة الأخيرة بالدليل العلمي الملموس وبالأرقام وبشكل لا يقبل الجدل، أن القوّات لوحدها ثلث المجتمع، ومن المؤكد يجب أن يتم ترجمة ذلك في الحكومة، ولن نقبل بأن يأخذ منا أي أحد ما اعطانا إياه الشعب".
وشدد على أننا "من الداعمين الأساسيين للرئيس عون وموقع رئاسة الجمهوريّة والعهد ونحن مساهمون رئيسيون في هذا العهد وبإيصال رئيسه إلى قصر بعبدا، لذلك نعتبر أنفسنا شركاء فيه ومعنيون بإنجاحه وبإنجازاته التي من أبرزها حتى الساعة هو قانون الإنتخاب الجديد"، مشيراً الى "اننا معنيون جدًا بتثبيت مفهوم الرئيس القوي، الضروري جدًا من أجل التوازن الوطني، وكي نتمكن من ذلك يهمّنا أن يكون الرئيس ناجحًا ورئيس إدارة حلول لا إدارة أزمات وليس أن تستمر في عهده الأمور على ما كانت عليه قبله".
وأضاف:"فعلى سبيل المثال، ليس هناك أي مبرّر للتأخر في تأليف الحكومة سوى العرقلة التي للأسف يقوم بها من يفترض بهم ان يكونوا الأكثر اهتمامًا بنجاح العهد".
وشدد على أن "ليس صحيحًا أن هناك عوامل خارجيّة تعرقل التشكيل. وليس صحيحًا أيضًا ان هناك معادلات طائفيّة متعثرة، كما أنه ليس صحيحًا أبدًا أن هناك حرب صلاحيات دائرة فاتفاق الطائف قام بتحديد الصلاحيات وجميعنا وفي طليعتنا الرئيس ميشال عون، نعترف بالطائف ونتمسك به"،
وأضاف"الصحيح الوحيد هو أن هناك بعض متمترس بالعهد ويحاول من جهة تقليص تمثيل "القوّات" وغيرها، ومن جهة ثانية وضع يده على أكبر عدد ممكن من الوزارات بشكل غير منطقي، غير واقعي وغير مقبول من أحد، وهذا كلّه بحجة حصّة الرئيس"، مشيراً إلى أن "التصرفات المماثلة هي التي تضرب العهد وتقوم بعرقلته".
ولفت إلى أن "هناك البعض اليوم، والذي كان من أكثر المفترض به مساعدة العهد، يقوم بتقويض سياسة العهد الوطنيّة الكبيرة من أجل مصالحه الشخصيّة الصغيرة وهذا البعض، عن دراية أو عدم دراية، يضرب جوهر التسوية الرئاسيّة التي قام عليها هذا العهد في الأساس، بدءًا من ركيزة أساسيّة لهذا العهد ألا وهي "القوّات اللبنانيّة"، إن لم أتكلم عن غيرها، وكل ذلك في سبيل بعض المصالح الجزئيّة الصغيرة".
وشدد على "أننا ننظر الى هذا العهد كعهد التحولات والإنجازات الكبيرة، وللأسف البعض يدفع به ليكون عهد المصالح الضيقة الصغرى"، مناشداً "الرئيس عون للمبادرة إلى إنقاذ عهده بيده، بدءًا من تأليف الحكومة الجديدة، فجل ما هو مطلوب منه ان يشهد للحق ويلجم طمع البعض وينقذ التسوية الرئاسية الكبرى المهددة فعلاً في الوقت الراهن".
وأضاف:"فنحن عندما تكون إنجازات العهد الوطنيّة الكبرى على المحك سنكون أمامه حتى النهاية إلا أنه في المكان الذي تكون المسألة مسألة مصالح شخصيّة ضيّقة فنحن سنكون ضدّها، وفي الحال هذه لا يتلطى أحد بالعهد، فكم من الجرائم ترتكب باسمك أيها العهد".
وفي شأن المصالحة المسيحية، شدد على أن "البعض يقول أن تفاهم معراب انتهى أما نحن فنقول لا ما انتهى"، مشيراً الى أن "لا لم ينتهي لأن هذا التفاهم ليس ملكًا لأحد ولا حتى أصحابه الذين وقّعوا عليه".
وأكد أن "هذا التفاهم أصبح ملكًا للناس الذين كانوا يصلّون منذ سنوات عدّة من أجل التوصّل إليه"، لافتاً إلى أن "هذا التفاهم غيّر طبيعة المعادلة في لبنان وأصبح جزءًا لا يتجزأ من وجود مجتمعنا ودوره الفاعل وتأثيره، لقد أصبح جزءًا من حاضره ومستقبله".
وأضاف:"لا يمكن لأحد نسيان ما حققه هذا التفاهم. فإلى جانب تنقيّته الأجواء والمناخات في جميع المناطق والمدن والأحياء والقرى وحتى في الكثير من البيوت اللبنانيّة، فقد أوصل وللمرّة الأولى منذ أكثر من ربع قرن إلى قصر بعبدا رئيسًا، له صفة تمثيليّة كبيرة كما أوصل أيضًا إلى حلّ ملفات وقضايا أساسيّة ما كان من الممكن حلها من دونه، من قانون استعادة الجنسيّة، إلى الحكومة المتوازنة، إلى قانون جديد للإنتخابات أدى إلى تصحيح التمثيل النيابي من بعد اختلاله لمدّة تزيد عن ربع قرن".
وشدد على أن "تفاهم معراب إنجاز تاريخي، لا يمكن لنا أن ننظر إليه من زاوية ضيّقة أو صغيرة، ولا يمكن أن نفهمه بشكل صحيح إلا إذا قمنا بتقييمه من منظار واسع"، لافتاً إلى أن "يمكن للبعض أن يقول إن القوّات دفعت ثمن المواجهة وعادت ودفعت ثمن المصالحة واليوم يحاولون أن يدفّعوها ثمن انتصارها في الإنتخابات النيابيّة الأخيرة".
اخترنا لكم



