على غرار ما كشفته وثائق "أبوت آباد" التي صادرها جهاز الاستخبارات الأميركي من المخبأ الأخير لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، من علاقة وتعاون جمع بين تنظيم القاعدة والحرس الثوري الإيراني، كشفت وثيقة أخرى لا تقل أهمية عن سابقاتها جذور علاقة نظام الخميني وعمقها مع كافة الجماعات "السلفية" المسلحة دون استثناء، بدءاً بالجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية، والتي شرعت أُولى عملياتها في الجزائر سنة 1992، والجماعة الليبية المقاتلة التي تأسست نواتها الأولى في سنة 1982، وأعيد تشكيلها سنة 1989، لتندمج أخيراً مع تنظيم القاعدة سنة 2007، إلى جانب جماعة الجهاد المصرية وجماعة التكفير والهجرة، وصولاً إلى حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" الفلسطينيتين.
وكشف كاتب التقرير أنه وعقب إعلان الملا محمد عمر الانسحاب من قندهار، وتسليمها لمجلس القبائل في 21 رمضان 1422، إثر الضربات الأميركية التي أعقبت عمليات الحادي عشر من أيلول، جاءت أوامر قيادات تنظيم القاعدة بالانسحاب إلى مدينتي خوست وجرديز، وهناك عقد كل من سيف العدل، وأبو مصعب السوري، وصاحبه أبو خالد السوري، وأبو الليث الليبي، وأبو عبد الرحمن الكندي، وآخرون لم يسمهم لدراسة الحلول.
وكان من ضمن المقترحات كما ذكر: "الاتصال بحزب الله في لبنان، وذكر بعضهم أن حزب الله فعلاً أرسل مندوباً لا أدري أين وصل ومع من تكلم، بلغني أنهم جاؤوا أو أرسلوا عن طريق بعض القيادات الأفغانية، وعرض المساعدة لإيواء الإخوة، وكان من ضمن الأفكار التي طرحت فكرة من الأخ أبي مصعب السوري، حيث اقترح أن يتولى هو الاتصال بالنظام العراقي كان آنذاك نظام صدام حسين، وذكر أنه يعرف بعض الشخصيات القديمة المرموقة في نظام صدام، ممن عرفهم أثناء إقامته في العراق أوائل الثمانينات من القرن الماضي، أثناء جهاد الإخوة في سوريا وتجربة حماة، وأنه يمكن الاتصال بهم وتجديد العلاقة، وأنه يتوقع أنهم يساعدون بإيواء الإخوة".
وعن طبيعة تعامل الاستخبارات الإيرانية مع عناصر التنظيمات المتطرفة والوافدين الجدد إلى طهران قال القيادي في تنظيم القاعدة: "كانت معاملة الإيرانيين من الاستخبارات وغيرهم للإخوة معاملة طيبة، بل كانوا في الغالب يبتسمون في وجوه الإخوة ويعبرون لهم عن محبتهم ويعتبرونهم أبطالاً، وبالنسبة للأفراد العاديين في الاستخبارات أو البيشج وغيرهم، فهؤلاء كانوا صادقين في محبة الإخوة، وكانوا ينظرون إليهم كأبطال ضربوا أميركا فعلاً، ووجدنا في الشيعة الرافضة من يحبنا ويحترمنا جداً، جلس الإخوة في إيران، وكان معظمهم في مدينة زاهدان".
اخترنا لكم



