استيقظ العملاق النائم في رأس بعلبك اليوم وغمرت سيوله الضخمة المنطقة متجهة نحو منطقة القاع.
لم تشهد منطقة رأس بعلبك مثل هذه الظاهرة منذ 31 عاماً, اذ اجتاح سيل جارف البلدة وخرج عن مجراه وتحول باتجاه المنازل والمحلات مخلفًا اضراراً كارثية وضرب شبكات المياه والكهرباء، وانهارت أعمدة الكهرباء وجُرفت بعض السيارات المتوقفة على جانبي المجرى.
وأودت الكارثة الطبيعية التي ضربت رأس بعلبك والمناطق المجاورة بحياة السبعينية المدعوة شهيرة بلعيس التي اختنقت جراء دخول السيول الى منزلها. وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت" بلعيس زوجة نقولا منصور وأم لثلاثة شبان.
وأمام هذا المشهد، ناشد رئيس بلدية رأس بعلبك العميد المتقاعد دريد رحال الدولة والهيئات المدنية التدخل، والحضور الى البلدة التي أصبحت منكوبة جراء السيول الجارفة.
واثر هطول الأمطار الغزيرة التي اقتحمت المنازل وتسببت بوقوع خسائر فادحة في المناطق البقاعية, وضعت المديرية العامة للدفاع المدني العناصر التابعة لها المنتشرة في القرى البقاعية في حال التأهب القصوى لتقديم المساعدة الضرورية للمواطنين والمقيمين في البلدات المتضررة وسحب المياه من داخل المنازل والمستودعات والبقاء على الجهوزية التامة حتى انتهاء العاصفة والتمكن من رفع كافة الاضرار ضمن الصلاحيات المتاحة والإمكانيات المتوفرة.
كما أرسل مركز الهرمل للاسعاف والطوارىء في الصليب الاحمر 5 سيارات اسعاف مجهزة، و20 مسعفاً للقيام بعمليات إنقاذ وإجلاء في البلدة.
وتابع رئيس الجمهورية ميشال عون الأوضاع التي نشأت عن السيول التي اجتاحت منطقة رأس بعلبك والتي أوقعت أضراراً جسيمة في البلدة، وأجرى اتصالاً بالأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، واطلع على الاجراءات التي اتخذت في منطقة رأس بعلبك لتنظيف المجاري والكشف على الأضرار تمهيداً للتعويض على المتضررين، وتأمين إقامة الذين اضطروا إلى ترك منازلهم عند الضرورة.
من جهته، أجرى الرئيس المكلف سعد الحريري سلسلة اتصالات من مقر إقامته في موسكو للطلب من السلطات المختصة رفع آثار السيول التي اجتاحت بلدات رأس بعلبك والقاع وجديدة والفاكهة ومنطقة جرود كسروان، وأدت إلى مقتل مواطنة وخلفت أضرارا في البنى التحتية والممتلكات.
كما طلب الرئيس الحريري من الهيئة العليا للاغاثة إجراء الكشف العاجل على الأضرار تمهيدا للتعويض على المواطنين المتضررين.
بدوره، ناشد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب أنطوان حبشي رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة المكلّف سعد الحريري والوزراء المعنيين، لإيعاز الجهات المختصة للتوجه فورا ورفع الأضرار الكارثية والوقوف الى جانب الاهالي التي لحقت بمنطقة بعلبك الهرمل جراء السيول وسقوط الأمطار، خصوصاً في رأس بعلبك والقاع وجديدة والفاكهة.
من جانبه, أجرى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل اتصالاً هاتفياً بالأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير مناشداً إياه التدخل فوراً لإغاثة أهالي رأس بعلبك التي اجتاحتها السيول بعدما تلقى سيلاً من الاتصالات من الأهالي في يناشدونه التدخل بأقصى سرعة لدى المعنيين لإنقاذهم من الكارثة التي حلت بهم ووضع النائب الجميل قدرات حزب الكتائب في البقاع بتصرف الهيئة العليا للإغاثة.
كما يعمل عناصر الدفاع المدني جاهداً لرفع أضرار العاصفة في المنطقة.
اخترنا لكم



