أكد وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال بيار بو عاصي، في حديث تلفزيوني، على أنه "يحق قانونيا لأي مواطن الإطلاع على كل المراسيم والقوانين من دون إستثناء، ولا يجوز الفصل بين السياسي والمواطن الذي له كامل الحق بالمعرفة"، معلنا أن "كتلة الجمهورية القوية ستطالب الاثنين بالاطلاع على مرسوم التجنيس رسميا، وأن هناك موجة شعبية رافضة للمرسوم وقلقة بشأنه".
وشدد على أن "واجبنا ليس إرضاء الآخرين إنما إرضاء الشعب اللبناني، وعند وجود أي خلل لن تتردد الكتلة لحظة بتقديم طعون"، معتبراً أن "الجنسية اللبنانية لا تقارب من ناحية العدد إنما هي كرامتنا وهويتنا، والأمر اليوم ليس بعدد المجنسين إنما إذا كان المرسوم مطابقا للقانون ويحمي المصلحة اللبنانية العليا أو لا".
ولفت إلى أن "هناك 3 حالات لإعطاء الجنسية في القانون الموضوع منذ النصف الاول من القرن الماضي، وهي إما أن يكون قاطنا في لبنان لأكثر من 10 سنوات، أو أن يكون المجنس متزوجا من لبنانية ومقيما لأكثر من سنة، أو أن يكون قد قدم خدمات كبرى للبنان".
بشأن العلاقة مع التيار الوطني الحر، أكد أن "القوات اللبنانية تفصل في جانب كبير بين العلاقة مع الرئيس ميشال عون- وهو رئيس البلاد الذي تتعامل معه بإحترام كبير- وبين العلاقة مع الوزير جبران باسيل، ونحن غير نادمين على إيصال الرئيس عون وتثبيت موقع رئيس الجمهورية لمسيحي قوي"، معربا عن "التزام القوات بكل البنود التي نص عليها إتفاق معراب، لذا اعلن تكتل الجمهورية القوية في بيانه الاول ضرورة ترميم العلاقة رغم المطبات التي تعتريها".
وشدد على أننا "متمسكون بروحية نص إتفاق معراب الذي اخرجنا من التململ والمشاكل والاحقاد السابقة وهو بوصلة المرحلة المقبلة ولكن هناك جزء من الاتفاق لم يلتزم به التيار".
وعن اتهام "القوات اللبنانية" بانها ضد العهد، سأل: "هل المطلوب أن نكون مصطفين خلف سياسة التيار الوطني وإلا نكون ضد العهد؟ هذا المنطق غير سليم ولا يمكن وضع العهد كمتراس، اذ يمكن لنا التمايز عن سياسة الآخرين ولا يحق لأحد أن يتهمنا أننا ضد العهد"، مشدداً على أن "وزراء القوات لم يكونوا ضد أي شي بالمطلق، فهم وافقوا على مراسيم النفط والغاز فيما رفضوا بعض معالجات الكهرباء لأنها لم تكن شفافة، ما دفعهم الى المطالبة بتقديم العروض في إدارة المناقصات، ولماذا ألغيت المناقصة لو كانت كما يجب؟ ان حدود مقاربتنا للموضوع هو القانون".
ورأى أن "كثرا من المراقبين يعتبرون ان القوات اللبنانية ضمانة بموضوعي الشفافية والسيادة، ومن هنا يرتاحون لرؤيتها داخل مؤسسات الحكم في لبنان، خصوصا اننا اليوم على أبواب الحصول على أموال "سيدر" التي يحتاجها لبنان ولن يحصل عليها لبنان إلا إذا اتبع الشفافية في آدائه".
وعن قلق "القوات اللبنانية" من عزلها، أكد بو عاصي ارتياحه "لأن هذه المحاولات تاريخيا ادت الى تعزيز القوات، اكان خلال الحرب او خلال اعتقال الدكتور سمير جعجع وحظرها، وباتت على ما هي عليه اليوم".
وتوقف عند "امور اظهرت هذه المحاولة"، فقال: "محاولة عزلنا برزت مع محاولة تطويقنا، كما تعرضنا للعزل مرتين خلال تشكيل الحكومة، الا ان الرئيس عون اصر على أن تكون حكومة وحدة وطنية، كذلك حاول البعض إفهامنا أن بعض الملاعب ليست لنا كالوزارات السيادية، فنحن ساعة ما بنعرف نعد، وساعة ما بنعرف نرقص".
وعن حصة "القوات اللبنانية" في الحكومة الجديدة، شدد على انه "ليس الوزير باسيل من يحدد حجم القوات بل الرئيس المكلف سعد الحريري، لذا تم التداول معه في هذا الموضوع واستمع الى نظرة التكتل للأمور وللحكومة، وإحتراما له سنتركه يقوم بعمله".
واعتبر ان "الامور حكوميا لا يمكن ان تستمر كما هي، فالبلد بحاجة الى رؤية موحدة ومشتركة، ولا يجب أن نبقى 30 وزيرا إنما حكومة متكاملة تضم 30 وزيرا".
أضاف: "مرتاحون مع ذاتنا وتكتلنا وعلاقاتنا، في إنتخابات ال2009 فصلوا بين أكثرية نيابية وأكثرية شعبية واليوم يرفضون هذا المنطق في النظر الى الأصوات التي نالها كل من القوات والتيار، لذا نطالب بحقائب واضحة ومحددة، ونحن حزب وازن له تمثيله الشعبي والنيابي وواجبنا تجاه من صوتوا لنا التوجه الى الأفضل، ومن يفرح اليوم بقصة الفيتوات على الحقائب، سيبكي دما غدا لأن الأمور تتقلب".
وتابع: "التقارب بين جمهوري القوات والتيار يفوق بمئات المرات التقارب بين جمهوري حزب الله وحركة أمل، حيث شهدت العلاقة بينهما مواجهات دموية ايضا، إلا انهما نظرا لمصلحة طائفتهما إلتقيا، ونستطيع أن نقوم بما فعله الثنائي الشيعي وأكثر كثنائي مسيحي إذا ما عرفنا أن نتلاحم بالشكل الصحيح".
وفي ما خص عدم تصويت نواب "القوات اللبنانية" للرئيس نبيه بري، قال: "للرئيس بري موقع خاص بإدارة شؤون الدولة، وعندما باركنا له علق ممازحا: الحكيم عسلامتو عارف ناقصني وراق بيض بعتلي شوي. نحن لم نصوت له انسجاما مع موقفنا في العام 2009 وخطنا السياسي الا انه رجل سياسي ذكي وخفيف الظل".
ورفض "الترويج الاعلامي بان لبنان تحت سيطرة حزب الله"، معتبرا ان "من يظن بأنه يقوم بإنتصارات إعلامية من خلال القاء الضوء على هذا الإتجاه يعرض لبنان لخطر دولي إقتصادي".
ووصف العلاقة مع السعودية بـ"الممتازة، ولاسيما ان مئات آلاف اللبنانيين يعملون فيها"، مؤكدا ان "حزب القوات حصان لبناني، قد يعجب بادائه سعودي أو أميركي أو فرنسي ولكن هويته دائما أبدا لبنانية".
وتطرق الى "الحملة الي شنت على مسؤول القوات اللبنانية في اميركا الشمالية الدكتور جوزيف جبيلي"، مؤكدا أن "من يتهمه بالتحريض على الجيش اما مغرض او غبي، اسالوا قيادة الجيش الحالية والسابقة عن عمل القوات اللبنانية في واشنطن لمصلحة الجيش وتسلحيه، ونقول هذا للمرة الاولى اذ كنا نلعب دورا سريا وغير معلن كي لا نسيس الجيش وهذا مجرد واجب وطني".
وعن موضوع النازحين السوريين، شدد على ان "ما حكي هدفه تضليل الناس لنيل المكاسب السياسية، ما أجبرني على عقد مؤتمر صحافي للتذكير بأنني وزير الشؤون الإجتماعية اللبناني وليس السوري، ما دفعني للمطالبة في مؤتمر بروكسيل بدعم المجتمع المضيف".
وجدد التأكيد على أن "عودة النازحين ليست من واجبات وزارة الشؤون بل عمل اللجنة الوزارية المخصصة للأمر والحكومة مجتمعة"، وان "القوات اللبنانية مع عودة النازحين غدا ولكن ليس عبر التفاوض مع النظام السوري".
وحول أدائه في وزارة الشؤون الاجتماعية، قال: "هناك ميل لدى جميع السياسيين بالقول: أنا أنجزت. إلا أن مدرستنا السياسية تختلف عن الآخرين، وأنا قمت بأقل من واجبي تجاه الشعب، ومنذ وصولي الى الوزارة عملت على تحديد دور الوزارة ومهامها".
كما شدد على ان "ايمان القوات بان محاربة الفساد مصير حتمي للبنان، اذ ما من دولة فاسدة ومزدهرة في الوقت نفسه، الفساد موت حتمي للمجتمعات ويجب استئصاله"، وختم: "سنحارب الفساد لاننا لسنا عابري سبيل في هذه الارض، نحن اولاد هذه الارض منذ الفي سنة وسنبقى".
اخترنا لكم



