"ليبانون ديبايت" - خالد موسى
لا صوت يعلو فوق أصوات المعركة الانتخابية ليس فقط على صعيد دائرة البقاع الغربي وراشيا بل في كل الدوائر خصوصاً مع قرب الاستحقاق الانتخابي في السادس من أيار المقبل.
البقاعيون، كما جميع اللبنانيين، عانوا من الوصاية السورية طوال 40 عاماً في عنجر، وجب جنين، وراشيا، وغيرها من مراكز المخابرات السورية، تماماً مثلما عانى أهالي بيروت وطرابلس ولا يحبذون العودة إلى تلك الحقبة البشعة من تاريخ لبنان خصوصاً مع الحديث عن تدخل النظام السوري بشكل مباشر في تشكيل بعض اللوائح المنافسة لتيار المستقبل، تحديداً في البقاعين الغربي والشمالي، وطرابلس وعكار.
وتتنافس في دائرة البقاع الغربي وراشيا ثلاث لوائح، الأولى مكتملة بتحالف "المستقبل والاشتراكي" تحت شعار "المستقبل للبقاع الغربي وراشيا". واللائحة الثانية غير مكتملة "الغد الأفضل" برئاسة الوزير السابق عبد الرحيم مراد المدعومة من قبل الثنائي الشيعي والنظام السوري خصوصاً أنها تحمل وجوهاً معروفة بولائها للنظام السوري، والثالثة لائحة المجتمع المدني "هلق وقتا".
ويعمل النظام السوري، بحسب مصادر مطلعة في الدائرة على دعم لائحة مراد بكل ما أوتي من قوة عبر تقديم هدايا مجانية للائحة لكسب مزيد من الأصوات في المنطقة. وكان آخرها الإفراج عن الشاب ياسر الصميلي في بلدة الصويري من قبل المخابرات السورية بعد توسط النائب السابق فيصل الداود بحسب ما يحاول إشاعته في البلدة لكسب بعض الأصوات، أو من خلال الضغط على اللبنانيين الموجودين في سوريا من أجل التصويت لصالح مراد ولائحته، بحسب مصادر معنيّة بالشأن الانتخابي في المنطقة.
وترجح هذه المصادر في حديث لـ"ليبانون ديبايت" إحداث خرق من قبل لائحة مراد بمقعدين على أقل تقدير. فيما ستحوز لائحة المستقبل وفقاً لدراسات واستطلاعات على باقي المقاعد الأربعة بما فيها المقعدين السنيين في الدائرة، لمنع وصول مراد إلى الندوة البرلمانية.
وتستبعد المصادر إمكانية إحداث لائحة المجتمع المدني أي خرق كونها لن تتمكن من تأمين الحاصل الانتخابي الذي يبلغ حوالي 12500 صوت.
وتنشط الماكينات الانتخابية لهذه اللوائح في القرى البقاعية كخلية نحل لتأمين أكبر عدد ممكن من الأصوات التفضيلية للمرشحين، وحث المواطنين على المشاركة الكثيفة في هذا الاستحقاق المهم بالنسبة لكلا الطرفين.
في هذا السياق، يعتبر عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل وسام شبلي في حديث لـ"ليبانون ديبايت" أن "البقاع الغربي معركة كل لبنان ومعركة خيارات كبرى على المستوى الإقليمي تنعكس في البقاع الغربي"، مشيراً إلى أنها "استحقاق بين خيار الدولة والاعتدال والوطنية والسيادة والتنمية وثقافة الحياة وبين مشروع القتل والدمار والهيمنة والتسلط".
ويلفت إلى أن "لدينا كامل الثقة كتيار مستقبل وكمشروع رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري أن المواطن في البقاع الغربي لم ولن يكون ولا يمكن ان يقترع يوم الانتخاب لصالح لائحة هي بكامل اعضائها تابعة لنظام بشار الأسد وحزب الله والمشروع الإيراني في لبنان". ويشدد على أن "هذه اللائحة تمثل هذا الخط خير تمثيل وليس هناك أوضح منها في بقية المناطق".
ويطالب شبلي بإعطاء "اسم مرشح واحد على لائحة مراد لا يتبع النظام السوري والمشروع الإيراني وخيار القتل والدمار والكيماوي. ويوضح أنه "في السابق كان هناك خيارات أمام أهالي البقاع الغربي وراشيا، وإمكانية للتشطيب من لائحة المستقبل وإعطاء أحد المرشحين المنضمين إلى مراد. أما اليوم، هناك واقع جديد فرضه قانون الانتخاب، والناس باتت أمام خيارين إما التصويت لصالح لائحة الكيماوي وحزب الله وبشار الاسد أو التصويت لصالح خيار الكرامة والانفتاح والاعتدال".
ويشدد على أننا "اليوم أمام معركة انتخابية صعبة في البقاع الغربي وراشيا ونخوض صراعاً للفوز بكامل أعضاء اللائحة"، مشيراً إلى أن "ثمة من يرجح أن تكون النتيجة 3 بـ 3 أو 4 بـ 2، وهذا كله تكهنات ونحن نعمل للفوز بكامل أعضاء اللائحة لأنه ليس لدينا خيار سوى الفوز على هذا المحور السياسي الذي رفضته الناس عامي 2005 و2009. مشكلتنا ليست مع الاسماء الموجودة في اللائحة المقابلة بشكل شخصي إنما بخياراتهم السياسية التي كانت ولا تزال تقع ضمن عملية فرض هيمنة على قرار المنطقة وعلى هويتها المعروفة للقاصي والداني".
وفي ما يخص عمليات التشويش التي يخوضها الطرف الآخر ضد مرشحي "المستقبل"، يلفت شبلي إلى أنهم "يخوضون حملات تشويش ضد محمد القرعاوي وغيره واتهامه بخيارات سياسية هم مبتلون بها، والاجدر بهؤلاء أن ينصحون أنفسهم ويتعظون أولاً بدلاً من المجاهرة والمفاخرة بأنهم جنود عند الجندي الصغير في المشروع السوري والإيراني". ويشدد على أن "اهالي البقاع سيصوتون ضد من يستخدم مؤسسات الوقف لغايات انتخابية".
وفي حين تتخذ المعركة طابع الصراع على الصوت التفضيلي، تشير مصادر الثنائي الشيعي إلى أن "مرشحها محمد نصرالله مرتاح وستعمد إلى توزيع الصوت التفضيلي الفائض لدعم مراد ونائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، لكن هذا الأمر يبقى رهن تطورات اليوم الانتخابي".
اخترنا لكم



