في كلمته الأخيرة أمام الهيئة العامة للمجلس النيابي قبل انتخابات 6 أيار المقبل، بدا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل شديد الحرص على تأكيد انسجامه مع موقعه معارضا أول للسلطة السياسية القائمة، بدليل أنه لم يتوان عن توجيه سهام الانتقاد إلى واضعي الموازنة التي سبق له أن عارض إقرارها من دون وضع قطع الحساب.
وفي السياق، تشدد مصادر كتائبية على أن "تموضع حزب الكتائب لم يتغير بعد التحالف مع معراب، وكذلك الخطاب الذي نتمسك به حتى النهاية. ونحن لا نرى إشكاليات تعانيها القواعد الشعبية"، معتبرة أن الخطاب القواتي "بات اليوم يشبهنا علما أنه لم يكن كذلك في مرحلة سابقة".
وتوضح مصادر الكتائب "أننا أكثر من مرتاحين إلى وضعنا كما إلى النتائج التي سنحققها في صناديق الاقتراع، علما أن المعركة غير محصورة بالدوائر التي نسجنا فيها تحالفا مع القوات، بل إنها قائمة أيضا في أمكنة أخرى حيث المنافسات كبيرة".
وتشدد المصادر على "أننا لا نزال على خطابنا وتموضعنا المعارض، ونحن فخورون بذلك، خصوصا أننا استطعنا تأليف لوائح من المعارضة والمجتمع المدني في عدد لا يستهان به من الدوائر. أما حيث عجزنا عن خوض المعركة تحت هذا العنوان، بفعل غياب النواة المعارضة، كنا أمام خيارين: إما لا نخوض الانتخابات، أو أن نلتقي مع الأفرقاء الأقرب إلينا سياسيا، بما لا يتعارض مع المبدأين الأساسيين اللذين يطبعان خطابنا: أي السيادة ومكافحة الفساد، مع الاحتفاظ بتموضعنا إلى أقصى الدرجات، ومن يستطيع مجاراتنا في ذلك هو الفائز".
وتشير الأوساط الكتائبية إلى "أننا انتقدنا التقارب بين التيار الوطني الحر والقوات لأنه لم يبن على أسس استراتيجية أو على خطاب سياسي واضح. وتاليا، فلن نطبق على أنفسنا ما عارضنا الآخرين في شأنه. لذلك، قد لا تعود الأمور إلى مجاريها فعلا إلا إذا قام تنسيق استراتيجي بين الطرفين، وهو أمر غير مطروح راهنا".
اخترنا لكم



