كتب نبيل هيثم في صحيفة"الجمهورية"، "مَن رفضَ الانزلاقَ في أزمةِ استقالة الحريري ومنعَ تفاقمَها إلى ما هو أسوأ على لبنان، كيف له ان ينزلقَ في لعبة تعطيلِ الانتخابات وتهديدِ استقرار هذا البلد، خصوصاً وأنّ توتير الوضع اللبناني لعبةٌ متدحرجة، إذ قد يستطيع أحدٌ ما أن يدحرج حجرَ تعطيل الانتخابات، إلّا أنّه قد لا يستطيع ان يحدّد النهاية وأين يمكن أن يرسوَ هذا الحجر وماذا ومَن سيصيب ومَن سيتأذّى منه؟!
وتابع، "واضح ممّا تقدَّم أنّ الصورة وكما يعكسها هؤلاء الديبلوماسيون مطَمئنة لعدم وجود مصدرٍ جدّي أو قدرةٍ جدّية خارجية لتعطيل الانتخابات في لبنان، بمعزلٍ عن رغبات وتمنّيات بعض الجهات الإقليمية وتحريضها لأصدقائها في لبنان لرفع وتيرةِ التصعيد والسجال السياسي في هذه الفترة".
وأضاف، "لكن ما يشغل السفارات والبعثات الديبلوماسية في هذه الفترة أمران:
الأوّل، محاولة قراءة المشهد الانتخابي على حقيقته بعيداً عن سياسة التمويه ونفخِ الأحجام التي يتبعها بعضُ الاطراف، وفي سياق ذلك، استعانت بعض السفارات الغربية في الفترة الاخيرة ببعض الخبراء في الانتخابات ممّن يجيدون لغة الأرقام، ورسمَ خرائط التحالفات.
الثاني، قراءة أبعاد المشهد السياسي والخلاف المستحكم على بعض القضايا والتفاصيل، خصوصاً المتعلقة بأزمة مرسوم الأقدميات المشتعلة بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري. هنا يقول أحد السفراء الأوروبيين ما حرفيتُه: كنّا وما زلنا ننصح لبنان بأن يستغلّ الفرَص التي تُتاح أمامه لتعزيز أمنِه واستقراره، نحن نراقب الوضعَ السياسي، ونتوقّف عند الهجومات المتبادلة. هناك فرصٌ كبيرة للبنان، فأوروبا تضغط بكلّ ثِقلها لدفع لبنان أكثر فأكثر إلى مزيد من الاستقرار، لكن ما يَبعث على الأسف هو هذا التنازع السياسي الذي لا يفيد لبنان، بل يُضيّع عليه فرص الهدوءِ والانتعاش أكثر. قد يكون ما يجري من ضِمن اللعبة الديموقراطية وتحضيراً للانتخابات، لكن نرى ضرورة ألّا يصلَ هذا الأمر إلى سقفٍ تُشَلُّ معه البلد ويقدّم صورةً بالغة السلبية عن لبنان. هنا يجب أن ينتبه اللبنانيون إلى أنّ هناك من لا يريد للانتخابات في لبنان أن تحصل.
اخترنا لكم



