أزمة النفايات بالشوف: زعماء المنطقة نيام.. و"بيئة الياسمين" تتحرّك

"ليبانون ديبايت" - ياسمين بودياب

أزمة النفايات والمكبات العشوائية المنتشرة في منطقتي الشوف وعاليه مستمرة منذ أكثر من سنتين. الحلول موجودة وبسيطة، لكنها "غير مطابقة" لمصالح "زعماء المنطقة التقليديين" الشخصية والسياسية، لذا يستمر هؤلاء بتجاهل مخاطر هذه الأزمة، فيوهمون الناس بعدم قدرتهم على ايجاد حلول مناسبة لها.

ولأن أزمة النفايات في الشوف باتت تشكّل كارثة بيئية خطيرة تهدّد صحة أبناء المنطقة، نظّمت جمعية "بيئة الياسمين"، تحت شعار "#بالكيس_مش_عالطريق"، نشاطًا بيئيًا أقيم صباح اليوم عند مدخل الشوف، بالتعاون مع حزب التوحيد العربي، في محاولة منها للحد من أزمة النفايات المنتشرة، وحرصًا على صحة أبناء المنطقة.

قامت الجمعية بتوزيع ورود بيضاء واكياس من النفايات على السيارات، داعية المواطنين لرمي النفايات "بالكيس مش عالطريق" حفاظًا على نظافة المنطقة ومنعًا لانتشار الأمراض.

عضو المكتب السياسي في حزب التوحيد العربي، الاستاذ هادي وهاب، أكد لـ"ليبانون ديبايت" أن "هذا التحرّك جاء بعدما تفاقمت أزمة النفايات، تحديدًا في منطقتي الشوف وعاليه المهملة والمنسية، وكأنها مناطق غير تابعة للبنان". وأشار الى ان "الوضع لم يعد يطاق، ومشهد النفايات في منطقتنا لم يعد محمولًا"، داعيًا "زعماء المنطقة للتحرّك وحل هذه الأزمة، أو إخبارنا إذا كانوا عاجزين عن التحرك أو متآمرين في هذا الملف ولا يريدون العمل لحلّه".

وأكد وهاب ان "الناس أصبحت على دراية تامة لكل المؤامرات الحاصلة"، مشددًا على ان "اذا الناس راضية لهذا الواقع فنحن غير راضين".

كما ناشد كل من رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، لـ"أخذ موضوع النفايات في منطقة الشوف وعاليه على عاتقهم، والالتفات الى منطقتنا وضمها إلى خطّة معالجة النفايات كباقي المناطق اللّبنانية، لأن صحتنا أصبحت على المحك".

ودعا وهاب وزير البيئة طارق الخطيب، ابن منطقة الاقليم الشوفية، الى "اظهار الحقيقة للناس حول المسؤول عن عرقلة ملف النفايات منذ سنتين وحتى اليوم، او التحرّك والعمل على حل هذا الملف الذي يشمل منطقة الاقليم، حرصًا على سلامة أبنائها".

من جهتها، أشارت رئيسة جمعية "بيئة الياسمين"، هنادي الجوهري، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، الى أن "فكرة تأسيس الجمعية جاءت في ظل معاناتنا المستمرة من مشكلة النفايات والمكبات العشوائية، خاصة في منطقة الشوف وعاليه، فوجدنا ان الحل الانسب هو جمعية بيئية ناشطة على الأرض، قريبة من المواطنين، علّنا بذلك نستطيع التخفيف من حدة هذه الأزمة ولو بنسبة بسيطة"، مؤكدة ان "نشاطاتنا البيئية لن تقتصر على منطقة الشوف فحسب، بل ستشمل كافة المناطق اللبنانية مثل عاليه وبيروت وغيرها".

أمين الإعلام وعضو المكتب السياسي في حزب التوحيد العربي، الصحافي ماهر الدنا، أكد لـ"ليبانون ديبايت" اننا "لا نهدف من خلال تحرّكنا اليوم الى ان نحل مكان الدولة، لكن شعورنا بالمسؤولية تجاه ابناء الشوف وعاليه، هذه المنطقة الوحيدة التي لم تُحل فيها ازمة النفايات حتى الآن، جعلنا نتحرك ونحاول ايجاد طريقة عملية صغيرة للمحافظة على النظافة، وهذا التحرك يجب ان يتوسع اكثر ليشمل الدولة والحكومة، بهدف ايجاد خطة لردم النفايات وسحبها من المنطقة".

وأضاف "تسعى بعض الاحزاب في المنطقة الى تأجيل الحلول لتأتي مباشرة قبل الانتخابات النيابية، فنحن لن نقبل بأي حل يأتي قبل الانتخابات بفترة وجيزة، لانه بذلك يكون حل انتخابي ينتهي مفعوله مع انتهاء مفاعيل الانتخابات، انما نريد حلا دائما لتتمكن الناس من مواجهة الحياة بأريحية اكثر. فكفى متاجرة بصحة وارواح الناس".

وتعقيبًا على تغريدة رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، التي هدد فيها التصعيد "إذا لم تبث الحكومة في جلستها قضية نفايات الشوف وعاليه وإقليم الخروب"، اشار الدنا الى ان "التصعيد الذي سنقوم به لن يكون تصعيدًا عنفيًا او عبثيًا، بل يتمثل في أخذ ملف النفايات على عاتقنا، لنكون الى جانب الناس وننشر التوعية ونسلط الضوء على الحلول التي تحتاجها، حتى ولو كنا خارج السلطة".

ولفت إلى أن "التصعيد قد يكون له اشكال اخرى في الايام المقبلة، ان لم تتحمل الحكومة ووزير البيئة طارق الخطيب والاحزاب الموجودة حاليًا في السلطة وتمثّل المنطقة، مسؤوليتها تجاه هذا الملف، فعندها سنتجه الى تصعيد كبير".

Select

Select

Select