كتب علي الموسوي في موقع "المحكمة" أن رئيس مجلس القضاء الأعلى جان فهد، أصدر قراراً وجاهياً "نافذاً على أصله" بإحضار كلّ قضاة لبنان للمثول أمام السلطة السياسية في الإحتفال المتلفز بافتتاح السنة القضائية يوم الجمعة في 27 تشرين الأوّل 2017.
وبالثوب القضائي الإلزامي، يتوجّب على هؤلاء القضاة الحضور تحت طائلة الملاحقة الكلامية والتأنيب، تماماً مثلما يفعل ناظر المدرسة بالتلاميذ، والضابط العسكري بالرتباء والعناصر، في سعيه "لتنفيذ القانون", كما طلب القاضي فهد إبلاغه بأسماء كلّ قاض يمكن أن يتغيّب عن هذا الحفل السياسي بامتياز، مع ذكر الأسباب والموانع، وهذا ما زاد من انزعاج القضاة الذين اعتبروه تهديداً مبطّناً لهم
وأكد القاضي فهد أنّ هذه المناسبة العزيزة تشكّل مدخلاً رئيسياً لاستعراض الإنجازات والتحدّيات القضائية أمام نوعية المشاركة السياسية التي قلّما يتاح للقضاء مجتمعاً أن يلتقيها دفعةً واحدةً، ولذلك لا بدّ من أن "تظهر السلطة القضائية بأبهى حلّتها" على ما ورد في كتابه المذكور.
بدورهم, وكردّة فعل أوّلية، رفض شريحة كبيرة من القضاة ما تضمنه كتاب القاضي فهد مطلقاً لطريقة المخاطبة وللعبارات الموضوعة في نصّ الكتاب، إلى درجة أنّ هناك كثيرين منهم إتخذوا قراراً بالإستنكاف عن المشاركة، على الرغم من أنّ المناسبة عزيزة عليهم كثيراً،
كما أنّ القضاة احتجوا على عبارات وردت في كتاب فهد ومنها إرتداء اللباس الرسمي الخاص بالقضاة وهو "الروب" الأحمر والأسود، وذلك من باب لزوم حضور مراجع عليا في الدولة والنقل التلفزيوني المباشر، وكأنّ صورة هذا "البرستيج" هي التي تصنع العدالة، فيما الحقيقة التي يعرفها الجميع هي أنّ الحلّة الممتازة يجب أن تكون في الأحكام والقرارات وإدارة الملفّات والجلسات، وفي الإستقلالية التامة عن هيمنة السلطتين التشريعية والتنفيذية طبقاً لما ينصّ عليه الدستور الذي هو الحكَم الوحيد بينهم،
كما وصف القضاة الكتاب بعد التمعنّ في قراءة كتاب رئيس مجلس القضاء الأعلى، بأنّه "مذكّرة جلب"، و"كمن يمسك الآخر من أذنه"!.
اخترنا لكم

اقليمي ودولي
الثلاثاء، ١٥ نيسان ٢٠٢٥

اقليمي ودولي
الثلاثاء، ١٥ نيسان ٢٠٢٥

اقليمي ودولي
الثلاثاء، ١٥ نيسان ٢٠٢٥

اقليمي ودولي
الثلاثاء، ١٥ نيسان ٢٠٢٥