لا شك في أن رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي يكلف أحد مساعديه الأجانب بالتغريد في ما خص معارضة الضرائب والمزايدة في هذا الموضوع، أو أن دولة الرئيس فقد فعلاً ذاكرته ونسي أنه هو أب المشروع الضرائبي وأمه.
وبالتالي, انّ مشروع الضرائب الذي نوقش في مجلس النواب أخيراً لم يحال إلى المجلس من حكومة الحريري إنما من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي, ويرفق في هذا السياق المرسوم رقم 1416 الذي لا يكتفي بالضرائب كما أقرها المجلس إنما يطلب رفع الضريبة على القيمة المضافة إلى 15 بالمئة.
وأحال ميقاتي إلى المجلس قانوناً ضرائبياً يطلب رفع الضريبة على القيمة المضافة إلى 15 بالمئة، فيما هو يزايد اليوم.
كل الضرائب أرسلها ميقاتي شخصياً، ما عدا الضرائب على المصارف طبعاً، فهو كان يرى أن تحميل المواطنين ضرائب إضافية ليس مشكلة أبداً أما تحميل المصارف القليل فمشكلة كبيرة طبعاً.
علماً أن المجلس النيابي الذي يأخذ عليه ميقاتي إقرار الضرائب, لم يقرّ سوى القليل القليل مما أحاله ميقاتي في الأساس, فهو كان يقترح زيادات هائلة على غالبية الرسوم الجمركية، وإضافات على رسوم كتاب العدل وتذاكر السفر وغيره وغيره.
وعليه يمكن الرئيس نجيب ميقاتي أن ينشغل عن استغباء الرأي العام بإنشاء معمل واحد في طرابلس أو بكفيا، أو يقنعوا أصدقائهم أصحاب المصارف بالاستثمار قليلاً في القطاع الزراعي أو يوعزوا إلى مدراء شركاتهم أن يوظفوا القليل من اللبنانيين في شركاتهم العملاقة العابرة للحدود.
فاللبناني ليس فاقداً للذاكرة كما يتخيل هؤلاء، ولدينا تخمة في أمراض القلب نتيجة أدائهم لكن ليس في مرض الألزهايمر، ومن قال سابقاً إن "من جرب المجرب يكون عقله مخرب" لم يكن يقصد أحداً أكثر من دولة الرئيس الذي يجلس عند مفترق السراي منتظراً من يطردهم الحريري من جناته ليضمهم إلى معارضته الإصلاحية، من أشرف ريفي إلى عبد المنعم يوسف مروراً بالرئيس فؤاد السنيورة إذا "الله كملها معه".
اخترنا لكم



