المحلية

الاثنين 11 أيلول 2017 - 08:10 الأخبار

العسكريون الشهداء.. هكذا خُطفوا وهكذا عُذِّبوا ثم ذُبِحوا

 العسكريون الشهداء.. هكذا خُطفوا وهكذا عُذِّبوا ثم ذُبِحوا

قالت صحيفة"الأخبار" أن الأوامر كانت تقضي بقتل عسكريين وأسر العدد الأكبر منهم لمبادلتهم لإطلاق سراح جمعة. أما حصيلة العسكريين المخطوفين، فقد بلغت ٤٣ عسكرياً (من الجيش وقوى الأمن الداخلي).

وطوال الأشهر التي تلت "غزوة عرسال الثانية"، تمكنت مديرية مخابرات الجيش والأمن العام وقوى الأمن الداخلي من توقيف مئات المشتبه فيهم الذين تبيّن أنّ بعضهم على علاقة مباشرة بـ"الغزوة" وبجريمة خطف العسكريين. وقد ساعدت إفادات الموقوفين في رسم مسار المعركة بدقائقه منذ لحظة الاقتحام، وصولاً إلى أسر العسكريين وسوقهم خارج عرسال.

وأبرز الاعترافات كانت للموقوف عبد الرحمن ظهير البازرباشي الملقب بـ"حفيد البغدادي" و"أبو مصعب". هذا القاتل الذي نشر خبر ذبح العسكريين علي السيد وعباس مدلج وصورهما على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي.

اعترف البازرباشي بأنّ جندياً في الجيش، مركز خدمته في عرسال أو اللبوة، أوصله مع كل من بلال العتر وعبدالله الجغبير وعمر ميقاتي إلى عرسال للالتحاق بتنظيم "الدولة الإسلامية"، بعدما تواصلوا مع مسؤول الساحة اللبنانية "أبو أيوب العراقي".

وأفاد الموقوف بأن العسكري المذكور نقلهم إلى مسجد "أبو طاقية"، كاشفاً أنّ بلال ميقاتي سبقهم قبل يوم واحد. ومن هناك انتقلوا برفقة السوري باسل شرف الدين المعروف بـ«أبو أنس السِّحلي" إلى الجرود.

يروي البازرباشي أن أحداث عرسال اندلعت في اليوم الأول لوصوله إلى المقر في الرهوة. يذكر يومها أنّ السِّحلي حضر إلى المقر ليُخبرهم بتوقيف قائد لواء «فجر الإسلام» أبو أحمد جمعة، ناقلاً أوامر أمير قاطع القلمون في حينه أبو حسن الفلسطيني بالتحرّك الفوري لقتل عسكريين وأسرهم. توجه مع كل من السحلي وأبو عبدالله الجليبيب وبلال ميقاتي وأبو أسيد السوري إلى حاجز "عقبة المبيضة" حيث تمكنوا من أسر ١٢ أو ١٣ عسكرياً.

وقد اعترف البازرباشي، مع موقوفين آخرين، بأنّ الجندي عبد الرحيم دياب، هو من سلّم مركز عقبة المبيضة الذي أُسِرَ فيه العسكريون، كاشفين أنّ "دياب كان يوجد غالباً مع أبو طلال الحمد"، سوري من القصير تبيّن أنّه يُدعى يحيى الحمد، وُلّي إمارة "الدولة الإسلامية" في القلمون بعد مقتل أبو حسن الفلسطيني.

وكشف أحد الموقوفين أنّ دياب استُبقي في البداية مع العسكريين المخطوفين دون أن يُكشف أمره، لكن بسبب عدم إتمام عملية إطلاق العسكريين بصفقة، لم يعد يُسجن معهم. ولفت إلى أنه سجّل فيديو يُبايع فيه "الدولة الإسلامية" أُرسل إلى القيادي في التنظيم "أبو أيوب العراقي".

يذكر البازرباشي أنّه في اليوم الرابع لمعركة عرسال، اصطحب أبو أسيد وأبو كفاح من دير الزور وأبو جليبيب العرسالي الجندي المخطوف علي العلي ليرمي قذائف ١٠٦ ملم على مركز للجيش فوق وادي حميد حيث حاول الجندي العلي فتح قنبلة يدوية استطاع سحبها من جعبة كانت في الآلية، لكن أبو كفاح نجح في الإمساك بيده ومنعه من تفجيرها، فيما طعنه أبو أُسيد بخنجره في رقبته في جرد الرهوة.

موقوف آخر يدعى إبراهيم بحلق، أصيب برصاص الجيش في ظهره أثناء المعركة ونُقل إلى المستشفى الميداني العائد لمصطفى الحجيري (أبو طاقية)، يروي أنّه شاهد هناك كلاً من نجل الشيخ مصطفى الحجيري، عبادة ووليد عز الدين يُنزلان سبعة أو ثمانية عسكريين مأسورين من سيارة بيك أب بيضاء، كاشفاً أنّ العسكريين الأسرى احتُجزوا في مسجد الفاروق، التابع لـ "أبو طاقية"، الذي صدحت مئذنته بالدعوة إلى "الجهاد".

بدوره ذكر الموقوف فرحان عامر أنّ مجموعته أسرت نحو ٦ عناصر احتُجزوا في مستشفى "أبو طاقية" الميداني. كذلك ذكر أنه شاهد ليلة ٣ آب عناصر من «فجر الإسلام» يقتادون سبعة عسكريين أسرى، كان أحدهم مصاباً في رأسه، كاشفاً أنّهم احتُجزوا أيضاً في مسجد "أبو طاقية" في الطابق الأول.

بدوره كرر الموقوف صالح عامر الذي بايع جبهة النصرة في قارة مقولة تلقيه أوامر بأسر عسكريين وقتلهم، كاشفاً أنّه هاجم على رأس مجموعة "العسكريين الموجودين على حاجز وادي الحصن حيث تمكنوا من احتلاله وأسر كل العسكريين فيه، كان عددهم خمسة، غير الذين قُتلوا". وقد شاركهم في الهجوم كتائب الفاروق بقيادة "أبو السوس".

لقد أعدم تنظيم "جبهة النصرة" كلاً من العسكريين الشهيدين محمد حمية وعلي البزّال. وقد اعترف الموقوف السوري علي أحمد لقيس الملقب بـ"أبو عائشة" في سجن رومية، الذي تبين أنّه الأمير الشرعي لتنظيم جبهة النصرة حيث كان يعطي "دروساً شرعية" لعناصر التنظيم وللعسكريين المخطوفين، أنّه نفّذ أوامر "أبو مالك التلّي" بإعدام العسكري المخطوف محمد حمية بإطلاق النار عليه من مسدس المطلوب الفارّ عمر إبراهيم المعروف بـ "أبو فاروق".

الجندي علي السيد كان أول ضحايا تنظيم الدولة الإسلامية. ورغم نشر فيديو يُظهر السيد مع زميله عبد الرحيم دياب يُعلنان الانشقاق، إلا أنّه كان أوّل من ذُبِح ونُشر فيديو يُظهر مقنّعين يتحلّقون حوله قبل أن يحتزّ أحدهم رأسه.

وأما الشهيد عباس مدلج، فقد كشفت التحقيقات أنّ الموقوف شادي جنيد نفّذ عملية إعدامه ذبحاً بعد وعد قطعه له أمير التنظيم "أبو بلقيس" بالسماح له بتنفيذ عملية ذبح. هذا الموقوف الذي قال أمام رئيس المحكمة العسكرية العميد حسين عبد الله إنّ "ذبح المرتدين محلّل شرعاً"، كشف أنّه تلقى دروساً في أصول الذبح على يد الشيخ معتصم إدريس!

وقد حصل الأمن العام على صور تظهر جنيد وهو يجرّ الشهيد إلى مكان إعدامه حيث كان يقف إلى جانبه الموقوف بلال ميقاتي. وقد قدّم وصفاً دقيقاً للسكين الذي استُخدم في الذبح بعدما شُحِذ في عرسال، كاشفاً أنّه قبض ٥٠ دولاراً من الأمير الشرعي بعد تنفيذ العملية. كذلك اعترف بأنّه اغتال الشهيد في فرع المعلومات زاهر عز الدين.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة