مع اقتراب الحرب التي تشنها القوات العراقية وقوات التحالف ضد تنظيم داعش في الموصل من نهايتها، وتمكن تلك القوات من استعادة السيطرة على المدينة الأسبوع الماضي، انتشرت العديد من الفيديوهات والتقارير الإعلامية حول انتهاكات وحشية يرتكبها الجنود العراقيون بحق سكان المدينة، أبرزها القتل خارج إطار القانون.
كانت المدينة القديمة بالموصل، حيث ما زالت بعض المناوشات مستمرة، هي معقل المقاومة الأخير لمقاتلي تنظيم الدولة (داعش) وعائلاتهم في العراق. وقال فاضل، وهو ضابطٌ في الفرقة التاسعة المدرعة العراقية: "كل الرجال الموجودين هناك ينتمون لداعش، وكل العائلات هي عائلات داعش".
ونشرت حادثةً الأسبوع الماضي قرب أنقاض مسجد النوري الشهير بالمدينة، لرجل ملتح يبدو عليه الإنهاك، كان يحتجزه جنودٌ يُعتَقَد أنَّهم ينتمون لقوات مكافحة الإرهاب العراقية.
دوى صوت بعض طلقات الرصاص من داخل المتجر، ثم خرج الجنود وعادوا إلى مواقعهم على الخطوط الأمامية. وداخل المبنى، كان الرجل يستلقي ميتاً على كومةٍ من الأنقاض والرصاص قد اخترق جبهته. وكانت يداه لا تزالان مقيدتين.
وفي فيديو آخر تداولته وسائل الإعلام الدولية تظهر مجموعةٌ من الجنود يحتجزون عدداً من الأشخاص بملابس مدنية بالية، ويبدو عليهم آثار الإنهاك الشديد، بينما يضرب الجنود بعضهم وينتقلون من شخص لآخر، قبل أن ينهالوا بالضرب على أحد المحتجزين، ويسحبوه خارج المكان، الكائن فوق جرف مرتفع.
ونفى العقيد سعد، المتحدث الرسمي باسم الفرقة التاسعة المدرعة، هذه الاتهامات ووصفها بـ"الافتراءات"، وقال: "نحن نعامل السجناء طبقاً للقانون".
فرغم ما تلقته قوات النخبة العراقية من التدريب والتأطير القتالي والقانوني حتى سميت بالفرقة الذهبية، فقد كان أركادي وهو مراسل وصانع أفلام وثائقية شاهداً على انتهاكاتها طوال شهور المعركة، حيث يؤكد أنها لم تكن ممارسات فردية كما دأبت الحكومة العراقية على وصفها، بل وقعت على نطاق واسع وبعلم القيادة العسكرية والقوات الأميركية.
وعندئذ يقرر أركادي إنهاء مهمته والفرار بعائلته من العراق، فلم يعد يتحمل تلك المشاهد ولا تلك الأفكار التي تراوده عن الحالة التي سيكون عليها إذا ما كانت ابنته أو زوجته هما الفريسة التالية.
اخترنا لكم



