"ليبانون ديبايت"
عواصف كثيرة تضرب بلاد الـ10425 كم، من الطقس الحار الى جرائم القتل، وعمليات السرقة بقوة السلاح، وانتشار ظاهرة الاتجار بالمخدرات على نطاق واسع.
وبما لا شك فيه ان هذه الظواهر مألوفة لدى اللبنانيين، ولكن اليوم وصلت الى مداها الاقصى، ودخلت مجتمعات كانت عصية على الاختراق حتى الامس القريب.
منطقة عاليه الشوف التي تضم خليطا متنوعا، كانت شاهدة على سلسلة احداث لم يسبق وان وقعت في فترات سابقة، السكان مصدومون خصوصا وانهم تعودوا على نشر الاعلام كل ما هو ايجابي عن منطقتهم التي توالي القانون، لكن الازمات الاقتصادية والمجتمعية قلبت المشهد رأسا على عقب، وأفرزت قضايا لم يكن اشد المتشائمين يتوقع حدوثها.
وفي بلد كلبنان قائم على المحسوبيات، يتحمل القيّمون على المجتمعات واولياء امور الاهالي جزء كبير المسؤولية، فتوزيع الوظائف المخصصة لاهذه المنطقة وتحديدا ابناء الطائفة الدرزية يتم وفق الصداقات والمحسوبيات فابناء مسؤولي الاحزاب واقاربهم الموثوقين يحظون بالامتيازات بينما تدفع الاكثرية التي يشكل الخريجون الجامعيون اغلبيتها الساحقة ثمن عدم رغبتهم قي التزلف والوقوف على الابواب.
ولا تقتصر المحسوبيات على الوظائف بل تنتشر بقوة في التعليم والطبابة، ووصل الترهل حد اختيار المسؤولين الحزبيين المحليين على قاعدة الولاء لمن هم اعلى منهم مرتبة، واثمرت هذه الحالة غياب الشخصيات التي تحظى بالاحترام في اوساط المجتمع.
ولكن هل يعقل تحميل المسؤولية بكاملها الى السياسيين، الاجابة على هذا السؤال تبدأ بما هو مقياس النجاح والفشل، في اي قطاع هناك مؤشر يظهر اذا ما كان الفرد قد نجح في عمله او فشل، فمثلا في عالم الاعمال اذا لم يتطور عمل شركة او مصنع واصبح يدر الارباح مع ارتفاع نسبة خلق فرص عمل جديدة خلال فترة زمنية يكون العمل فاشلا، وفي الرياضة عندما يفشل المدرب المعين من قبل الادارة في تحسين نتائج الفريق الذي يشرف عليه يقدم استقالته مع ادارته، فكيف يمكن تقييم ممثلي هذه المنطقة وما هي العلامة التي تعطى لهم بظل العادات السيئة التي طلت برأسها اثناء تحملهم المسؤولية، وارتفاع معدل البطالة والجريمة، والا يمكن ان يكون المسؤولين نوابا ووزراء قد تعبوا من تولي مهامهم لعقود من الزمن وان جل ما يريدون التنحي جانبا، وبالتالي استبدالهم بشخصيات لضخ دماء جديدة كي لا يتفسخ المجتمع اكثر.
اخترنا لكم



