في الوقت الذي تقود فيه السعودية ثلاث دول عربية أخرى لحصار قطر وتتهمها بأن لها صلات مع جماعات إرهابية وقربها من إيران، إلا أن هناك شيء ما يزداد وضوحاً كل يوم.
وتفيد وكالة "بلومبرغ" الأميركية أن البلدين يتعاونان وهذا الشيء يتضح في سوق النفط، حيث لم تصل التوترات بعد إلى النقطة التي تعطل فيها السعودية (أكبر مصدر للنفط الخام في العالم) شحنات الجارة الصغيرة.
وبحسب بيانات تتبع السفن التي جمعتها "بلومبرغ" على مدار 25 يوماً قبل هذا التاريخ وبعده، فإن عدد الناقلات التي تملأ بالنفط القطري إلى جانب السعودية أو الإمارات العربية المتحدة قد زاد بالفعل منذ تصاعد التوترات في حزيران الماضي.
وحسب الوكالة الأميركية فإن القدرة على التعاون في سوق الناقلات على الرغم من قطع العلاقات الدبلوماسية تظهر كيف أن "البراغماتية غالباً ما تتغلب على السياسة عندما يتعلق الأمر بسوق الطاقة".
وإذا أعاقت المملكة العربية السعودية عمليات التحميل المشتركة، فإنها ستخلق تحديا لوجستيا لعملائها، مما يجبرهم على إعادة تنظيم العشرات من الشحنات. ويمكن أن يؤدي هذا الاضطراب أيضاً إلى تقليل إمدادات السفن وزيادة تكاليف الشحن.
وما زالت حمولات الدول الثلاث المشتركة للنفط الخام غير متأثرة إلى حد كبير منذ النزاع الذي اندلع في 5 حزيران. ومنذ ذلك الحين، حملت 17 ناقلة نفط خام سواء في قطر أو المملكة العربية السعودية أو الولايات المتحدة الأميركية.
وتحركت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر لعزل قطر بسبب دعمها المزعوم للجماعات الارهابية والعلاقات مع إيران. وبدأت سلطات الموانئ في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، بتقييد حركة السفن من وإلى قطر، مما أدى إلى زرع البلبلة بين العشرات من الشاحنين الذين كان لهم نفط ومواد غذائية وغيرها من البضائع بالفعل في الماء. ولم يؤثر الحال على أسعار النفط. وانخفض خام برنت في المؤشر العالمي، في وقت سابق من هذا الشهر، ويتداول الآن بسعر 47.80 دولار للبرميل، أي أقل بنسبة 3.4 % من إغلاقه في 5 حزيران.
ومنذ ذلك التاريخ، تم تحميل السفن بما في ذلك "أبولو دريم، ودت ريدوود وماران كارينا" في قطر وكل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية.
وفي حين أن العلاقات بين قطر وأقرب جيرانها في الخليج قد تلاشت، فإن التجارة النفطية المشتركة مع الكويت، والتي ليست جزءا من النزاع، قد زادت بالفعل. وفي الأيام الـ25 التي سبقت النزاع، اشتركت 4 ناقلات في قطر والكويت. ومنذ 5 حزيران، تضاعف هذا العدد إلى9.
اخترنا لكم



