"ليبانون ديبايت" - ستيفاني جرجس:
منذ سنتين تقريبًا، قَتل ابنه بدمٍ بارد وعلى مرأى من عائلته. لم يكتفِ الستيني الكهل برصاصة بل اثنتان ليتأكد من موته دون أن يردعه رابط الدم أو حتى أبوّته من ذلك.
بتاريخ 02/08/2015، ارتكب جريمته وفرّ ليوقف بالأمس بعد سنتين من البحث والتحري عنه. محور الحديث، ح.ع. الرحمان، ابن بلدة حرار العكارية، الذي قَتَل ابنه ناجي فقط لمُطالبته بحقه وأمواله.
ليست الجريمة الأولى التي يرتكبها حسن، ولا ناجي الضحية الأولى، فهو صاحب سوابق وكان يقبع خلف أسوار السجن لمدة 16 سنة، في حساب السنة السجنية البالغة 9 أشهر (مدة الحكم 20 سنة)، اثر ارتكابه جريمة قتل آنذاك.
وبعد هذه السنوات استعاد حريته، لكنه ما لبث أن قضى على خروجه حوالي الـ6 أشهر، حتى لطّخ يديه مُجددا بدماء بريئة، دماء ابنه البالغ من العمر 29 عامًا.
وفي التفاصيل، بعد خروج حسن من السجن، تواصل ناجي المُغترب في السعودية معه طالبًا منه شِراء قطعة أرض له وبناء منزل عليها، حتى يقطن فيه فور عودته الى لبنان، فوافق الوالد ليقوم ناجي عندها بإرسال المبلغ المُتوجب عليه.
وبعد فترة، عاد ناجي الى لبنان والتقى والده، ويا ليته لم يلتقيه. نقاش حاد دار يومذاك بين الوالد وابنه نتيجة سؤال الأخير عن المنزل والأرض، طالباً استعادتهما، فما كان من الأب إلا رفض ذلك بحجة أنهما مُلكه، ما أثار غضب الشاب كونه هو الشاري والعقار من حقه.
لم يتسنّ للشاب أن يفهم تصرفات والده تلك، إذ أقدم الأخير على سحب سلاحه واطلاق النار عليه، ما أدى إلى وقوعه أرضًا. لم يكتفِ بذلك، فناجي لم يمت وقتها، لذا اقترب منه واطلق رصاصة أخرى ارداه فيها قتيلاً على الفور.
لاذ الوالد بالفرار، وتوراى عن الأنظار كُليًا، حتى أن أخباره انقطعت ليعتقد البعض أنه فرّ إلى سوريا، إلا أن اتصالاته المُتكررة بزوجته وأولادها جعلت هذه الفرضية مُستبعدة.
لم يتصل للاطمئنان طبعًا، بل كان يتصل للتهديد والوعيد بمصير مُشابه لناجي في حال تقدم أي أحد من أفراد أسرته بالإدعاء عليه، وفي كل اتصال كان يتوعد بقتلهم جميعًا، الأمر الذي منعهم من الإدعاء.
اعتقد الأخير أن القصة انتسى امرها ومر عليها الزمن، وسيفر بفعلته تلك لتذهب دماء ابنه سُدًا، لكن المُتابعة التي أجرتها مفرزة استقصاء الشمال للقضية كانت في المرصاد.
فبعد جمع المُعطيات والمعلومات المتوفرة والتي تُفيد عن تواجد الأخير ضمن نطاق جبل لبنان، وتحديدًا في منطقة عمشيت بشكل شبه يومي، كثّفت المفرزة استقصاءاتها وتحرياتها، ليتبين لها أن الأخير يقطن في عمشيت بعد ارتكابه الجريمة بمدة، ويملك محلاً للخضار والسمانة.
وبعد مُراجعة القضاء المُختص، تمكنت بالأمس قُرابة الساعة الرابعة، قوة من المفرزة المذكورة أعلاه بعد عملية رصد دقيقة، من دهم المكان الذي يتواجد فيه القاتل وتوقيفه.
اخترنا لكم



