مختارات

الخميس 08 حزيران 2017 - 10:40 صحيفة المرصد

أين العلويون في جبل محسن؟ وإلى أين ؟

أين العلويون في جبل محسن؟ وإلى أين ؟

قد يكون السؤال الأول مستغرباً عند الكثيرين، لكنه مصدر إبتلاءٍ لنا شخصياً، فالتجاهل الفوقي، والتعامل العنجهي من شركاءَ لنا في الوطن، ومن مختلف الطوائف، ومثقفون هم بالمبدأ، وفي مراكز مسؤولة منهم: أين يقع جبل محسن ؟

أبادلهم بضحكةٍ مستغربةٍ: يمكنكم الدخول على google لمعرفة مكانه ..

وأمضي مدهوشاً شاكراً(لاري بايجLarry" Page) و(سيرجي برينSergey Brin) اللذانِ اخترعاه فأراحانا من مشقة التوجيه والتحديد..

والمزعج في القصة أن تجاهلهم ليس تجاهل العالم المستكشف، وإنما تجاهل المستهزئِ..

جبلُ محسن يا سادة: جبلٌ من التهميش لا يستطيعُ أَصحاب المعالي والسعادة العيش فيه، رُبَّما لغلاء شققه عمن يحاذيه ..

جبلٌ ساكِنُوْهُ يَنْسَوْنَ كُلَّ أحْزَانِهِمْ إذا قُبِلَ أحَدُهم جُنْدِيَّاً أوْ دَرَكِيَّاً أوِ اِسْتَطَاعَ أنْ يَسْحَبَ قَرْضَاً سَكَنِيَّاً.. ولو بقي ثلاثين سنة يُوْفِيهِ ..

جبلٌ تزدحم فيه الجمعيات واللقاءات والتيارات، وتتقاطع فيه المصالح الشخصية والسياسية في عجقةٍ مِنَ الشعارات والأهداف والأصوات والأبواق..

جبلٌ: يقف فيه مواطنٌ فقيرٌ عند زاوية إحدى النظريات العابرة للطرق المنشقة من مفرق التصوير إلى ساحة الفانتازيا، والتي قام بتفزييتها وتعبيدها رجال المداحل ومحافظو المراحل..

جلس هذا الفقير على رصيفِ استراتيجياتهم ونظر إلى جامع أهوائهم فحمد الله على نعمه، وشكر ربه على أنه عاش في زمن سيقضى فيه على الحرمان والطغاة والاستبداد ...

وسيتنفس الحرية على أبواب ملاعب الجمهورية ..

راح يرقص طرباً هذا الفقير، عندما رأى هذا الجم الغفير ..

تجار بناء أرخصوا الشقق في الضم والفرز حتى أصبحت كشقَّتِه (90 متراً ) التي سيستلم عقدها عند مفرق نكباته وأحزانه..

رجالُ أعمالٍ مستثمرون ودكاترة بالاقتصاد علاقاتهم من بلدية طرابلس حتى الضاحية، ومن بيت الوسط إلى الرابية مروراً ببنشعي وصولاً إلى (بينو):

كل البنوك وغرف التجارة والسياسيين وبلا شكٍ سيبنون له نهضة جبل محسن بالعمل الحسن بلا مقابل لوجه الله تعالى ...

المصانع والمنشآت والمؤسسات ستتطلب كثيرا من العمال...

نعم ... قالها هذا الفقير فرحا ....

سأشتغل مع أخي في احدى نوادي الفكر الاجتماعي...

وسأطعم أولادي من لذيذ التصفيق، ولن أحرمه بعد اليوم من الانتساب إلى نادي النضال والكفاح... إِيه... قالها باطئمنان كبيرٍ ...

لقد تحقق السلم في طرابلس بفضلكم أيها القادة ...

لقد تحققت وحدتنا بالفعل مع التبانة والمنكوبين والبقار ...

أصبحنا وإياهم حقا نظراء في الحلم وشركاء في الوهم ...

لَكأنَّ جبل محسن مثال صغير لهذا الوطن الذي غَنَّتْ له الأطفال :

إحنا فِي( جبلِ) كُلّهُ مِحَن كُلّهُ وُجِعَ كَلَهُ فَتَنَ
وَاللِّي يَحْكُمُهُ فِي هَذَا الزَّمَنَ إتَّفَقُوا أن لَا نَتَّفِقُ
طبعا بتبديل كلمة (وطن) بكلمة (جبل)..

وإِلى أَيْنَ يَسِيْر هذا الطفلُ الصغير ؟

جبل محسن شاغلُ لُبنان ومالئُ الإعلام حتى إذا اجتمعوا في الدوحة 2008، استبعدوه عن طاولة الحوار التي تضم ممثلين عن كل الطوائف باستثناء طائفته، فماله ومالَ "ميثاق شرف" للتخاطب السياسي والإعلامي.. وما دخله بالاستراتيجية الدفاعية ؟

اختصاصه فقط حروب الآخرين العبثية..

ونسوه 3 سنوات ، ثمَّ تذكروه 3 سنواتٍ أخرى، وصار نسياً منسياً منذ 3 سنواتٍ ...

جبل محسن شريك الخسارة فقط .. شركائه هم من يقبضون الربح عنه، طبعاً لأنه في جيبتهم الصغيرة..

جبل محسن المشرف أكثر من غيره على المنطقة الحرة لميناء طرابلس (1 كلم فقط ) سيحرم أبناءه من أيَّةِ وظيفةٍ فيها .. أَنعموا عليه فقط بنعمة النَّظرِ إلى الرافعات والبواخر والبضائع من شرفاته، لكنه محظور عليه الإستثمار... فقط هو يحمد الله على شيكات الإغاثة المتأخرة لإعادة الإعمار ..

ونقول ونعيد ونزيد ولكن ؟ لا حياةَ لمن نُنادي ..

وعند اقتراب الاستحقاق النيابي وقبل كل الطوائف والمناطق، راح يتصارع الطامحون في الجبل الصامدِ، للوصول ... ولا تستطيع أكبر قوةٍ في الكون، حتى ولا عفاريت الإنس والجن، أن تجمعهم على مرشحٍ واحدٍ ..

فيتذكر مراقبٌ مثلي قبل أن يختم مقاله عن هذا الجبل المسكين بقول المتنبي مخاطباً سيف الدولة:

وَسِوى الرّومِ خَلفَ ظَهرِكَ رُومٌ فَعَلَى أيّ جَانِبَيْكَ تَمِيلُ؟
قَعَدَ النّاسُ كُلُّهُمْ عَنْ مَساعيــكَ وَقامتْ بها القَنَا وَالنُّصُولُ
ما الذي عِنْدَهُ تُدارُ المَنَايَا كالّذي عِندَهُ تُدارُ الشَّمولُ
روم ٌعليكَ بالجملة يا جَبَلِي : أشباحٌ وأرواحٌ.. وحَسْبُنا وإياك العزيز الفتَّاح ..

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة