المحلية

placeholder

زياد الشويري

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 06 حزيران 2017 - 14:05 ليبانون ديبايت
placeholder

زياد الشويري

ليبانون ديبايت

الرئاسَة الأولَى والإنقاذُ الثالِث

الرئاسَة الأولَى والإنقاذُ الثالِث

ليبانون ديبايت - الكَاتِب والسياسي زياد أنطوان الشويري

أنقَذَ رئيسُ الجمهوريّة "الجمهوريةَ" مرّتين: الأولى حينما استَعمَلَ المادّة 59 من الدستور (لا ضرورة لاستعادَة الفعل الدستوري ومفاعيله الذي كانَ بمثابَة تدخّل فوج إطفاء بكامِل تجهيزاتِه لإخمادِ حَريق وَطَني كبير)، والثانية حينما وقَّعَ على مَرسوم فَتح عقد إستثنائي لِمَجلِس النواب( لا حاجَة لِنكئ جِراحِ الرئاستين بعدَ التئامِها) مُتيحاً بذلك ولادة قانون إنتخابي جديد باتت ملامحُه الإصلاحيّة واضِحَةً بعدَ عشرات السنوات من فقدانِ عَدالَةِ التمثيل الذي عَانى منه المسيحيون دون سِواهم بعد الطائِف في كل المجالس النيابية المتعاقبة.

بالطّبع، فإن المعارك الجانبيّة التي تخوضُها القوى السياسية اليوم لَم تَعد وازِنَةً في تَرجيحِ كفّة الإنتصار لأحَد، كلُّ ما في الأمر مناوَشات حدودية لا مَعارِك وجودية، أو بِتَعبير أدقّ، تَحصيل بضعَة أمتار إضافيّة لتَحسين أو تَحصين مواقِع تَكتيّة لا تقدّم ولا تؤخّر في الشكل الإستراتيجي الذي سيرسو عليه القانون الجَديد.

الإنتخابات المؤجَّلة تِقنياً إلى آذار المقبل (في ظل تبادل وجهات نظر حول إمكانية إجرائها في غضون أربعة أشهر) ستَكون بِمثابَة محفّز للفعل الإنقاذي الثالث لرئيس البلاد.
أشهر إذاً (طالت أو قصرت) ستفصلنا مبدئياً عن صناديق الإقتِراع بعدَ أن نالَ وزير الداخليَّة رِضى الأقطابِ عليها للتلقين والتدريس والإعداد إعلامياً وإعلانياً، هي مدّة خَطيرَة قد تتحوّل فيها ملفات الفساد (أو على الأقلّ ملامحه) إلى قنبلة أكثَر تَهديداً وعَصفاً وأشد انفجاراً(مع أضرارعنقوديّة) مما كان عليه عَصفُ قانون الإنتخاب ومعارِكِه الوَطيسَة.

يتنامَى الحَديث في الصالونات عَن هَدرٍ وإطاحَةٍ بِمبادِئ الحَوكَمَة الشفافة في ممارسة الشأن العام وعن إنحسار لدَور المؤسسات الرَقابيَّة واستِبعادٌ لإدارَة المناقصات في الدولَة: تقاذف بَغيض للتُّهم على وَسائِل الإعلام ودَعاوَى يقابلها دَعاوى مضادَة تشير في مجمَلِها إلى الظنّ بشبَح الفساد في الأفق اكثَر منه إلى حضورِ شياطينِه بالصوت والصورَة، لكنّه ظنّ كَفيل بِمنطق الرأي العام بالإشارَة إلى المَظنون بِهِم بسبابَةِ التساؤل والمسائلَة رَيثَما تثبت نَزاهَتهم.

لقد أثبتَ الرئيس أنه رئيسٌ حاكِمٌ (في ظلّ صلاحيات "مَحسومَة" بعدَ الطائِف وشخصيّة رئاسية "حاسِمَة")، وَحَكَمٌ لأنه لَم يَلِج الزواريب الضيّقَة ولا نَحى مَنحى قبضايات السياسَة ولا دَخَلَ أزقّة المَصالِح الفئوية الضيقَة.

أشهر مفصليّة هي في الحَقيقَة البدايَة الحقيقية لعهد رئيس الجمهوريّة حيث يُستَبانُ الخطّ الإصلاحي للعَهد،خطٌّ سيحدِّد إتجاه ما سيتبقّى من سَنوات الولايَة الرئاسيّة.
مَن يَعرِف الرئيس لا يساوِرهُ شكٌّ أنه مُضادٌّ لِسموم المساوَمَة وملقَّحٌ أخلاقيّاً ضدّ كلّ َجَراثيم السمسَرات.

أشهر برسم الرئيس لِيَكسِرَ خلالَها أقفالَ الصناديقِ السّوداء فيما تتحضّر الدّولَة وأجهِزَتِها لِكَسرِ صَناديق الستّين والذهاب بلبنان إلى نوستالجيا المُواطَنَة.
أشهُر حاسِمَة ورئيسٌ حاسِم هوّ كلّ ما تحتاجُ إليه أحلامُ الناسِ في وَطَنٍ قُدِّرَ لَهُ أن يَعيشَ وسطَ الفَوضى المميتَة في محيطِه القريب والبَعيد.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة