"ليبانون ديبايت"
اجتاحت "بسطات اللّيمون" شوارع الضاحية الجنوبيّة لبيروت، في مشهد غير منتظم بات مألوفاً في شهر رمضان من كل عام، وتبلغ تأثيراته الصعد الصحية والاجتماعية.
التطرق الى هذا الملف غير مرتبط بحاجة بعض الناس الى مصادر رزق، بل الهدف هو لفت النظر الى التأثيرات السلبية التي قد تخلفها هذه الحالة على المدى البعيد، خاصة وانها لا تراعي ابسط انواع السلامة العامة.
فبالاضافة الى عرقلة حركة السير بسبب العشوائية في اختيار اماكن البسطات، التي تنتشر غالبيتها على مساحات ضمن الشوارع العامة الضيقة نسبياً، هناك اسباب صحية تزيد الاعباء المترتبة، حيث أنّ اللّيمون الذي يعصر ويُباع، يتعرّض خلال النهار لأشعّة الشمس المباشرة، الامر الذي من شأنه أن يُعرّض اللّيمون، للتلف والتعفّن الغير مرأي، من دون أن ننسى أيضاً التأثير السّلبي لحرارة الأسفلت وعوادم السيّارات على الفواكه، وغياب رقابة وزارة الصحة المعنية بالسلامة الغذائية.
وثمة تأثيرات اخرى تتعلق بالمظهر العام، اذ تحولت بعض الارصفة التي هي ملكٌ عام الى ملك خاص نتيجة تكديس اصحاب "البسطات" لصناديق الليمون المعصورة وغير المعصورة عليها، لكن ما يمكن تصنيفه على انه يمكن ان يؤدي الى ازمة بين اهالي المنطقة الواحدة، هو بلوغ المنافسة ذروتها نتيجة عدم تنظيم انشاء البسطات، التي تنتشر بشكل عشوائي، فقد تجد في شارع يبلغ طوله 100م مثلاً بين 3 و 4 بسطات ليمون، اصحابها من ابناء المنطقة الواحدة الذين يتنافسون على الزبون والسعر ايضاً.
وطالب مواطنون في الضاحية الجنوبية، من البلديات المعنية، العمل على تنظيم هذه الظاهرة من خلال الترخيص لعدد مقبول من البسطات، وفرض رقابة صحية عليها، وتخصيص اماكن سليمة خاصة بها مع وضع عوامل السلامة في خدمتها، دون ان يصل ذلك الى قطع ارزاق الناس التي تحتاج الى تنظيم.
وأشاروا أنّ "اعتراضهم هذا، لا يدخل في إطار الحملة المُمنهجة أو المقصودة، على فئة معيّنة، فنحن نُدرك تماماً أن أصحاب البسطات يبحثون عن كلّ الطرق التي تؤمّن لهم لقمة العيش، وينتظرون هذا الشّهر الفضيل كي "يسترزقوا"، ويعتبرون أن بيع العصير يشكّل مورداً أساسيّاً لهم، ولكن في الوقت نفسه، نجد بأنّ الطريقة التي يتمّ فيها بيع اللّيمون أو العصير، مضرّة بالصحّة، ولا تستوفي الشّروط وغير مطابقة للمواصفات، سواء لناحية الأدوات المُستعملة لـ"عصر" اللّيمون، أو النظافة المطلوبة عند تقديم العصير، الى جانب الأضرار الصحيّة الكبيرة والخطيرة الناجمة عن تعرّض الفواكه الدّائم لأشعّة الشّمس، وللغبار والأوساخ والحشرات.
اخترنا لكم



