مختارات

الأحد 21 أيار 2017 - 08:14 الحياة

قمة... قمتان... ثلاث

قمة... قمتان... ثلاث

قمم الرياض هي الأولى من نوعها تنوعاً، عدداً، ضيوفاً، وبحجم الاستعداد والترقب، وإن كان توقيتها ذا معنى مهم وحساس جداً حيث أتت والصراعات ملتهبة كما هي العادة منذ أن كانت سياسة الصمت والنظر بعين واحدة هي السائدة في قراءة الواقع العالمي. تأتي القمم المتنوعة في التشكيل العام والأهداف المتشعبة في ظل استمرار اشتعال الحرائق ودهس الإنسانية، ووضع حقوقها وكرامتها على الرف موقتاً وإن طالت مدة هذا «الموقت». انشغل العالم في ظل هذه الأجواء الخانقة بالشجب وحفلات الاستنكار، وكانت الميادين حينها على صفيح ساخن وتقدم أوجاعاً متراكمة ومآسي لا حصر لها. القمة العربية الإسلامية - الأميركية تحمل هموماً عالية ستكون على طاولة شرطي العالم والقوة العظمى ممثلة في الرئيس الأميركي ترامب وإن كان العنوان العريض لتاريخ المنطقة المكتئب يقول «حان الوقت المناسب لأن يكون ثمة علاج حاسم لكل حريق، وملاحقة المتسببين واللاعبين بالأوراق صباح مساء، تعريتهم ضرورة واردة والتغيير ومسح السواد أكثر ضرورة»، وإن كانت القراءة على الجانب الآخر تفصح عن أن اختصاص ترامب بالزيارة الخارجية الأولى له نحو العاصمة السعودية الرياض هو بمثابة التأكيد الصريح لثقل المملكة الديني والسياسي والاقتصادي وفي جنباتها إشارة مطمئنة نحو الابتهاج بنوايا صريحة نحو عقد علاقات مشتركة بين أقطار العرب والمسلمين من جهة والإدارة الأميركية الجديدة في جهة مقابلة، حكومة ترامب عليها أن تؤمن بأن منطقة الشرق الأوسط منطقة تعاني الأمرّين من الصمت العالمي الذي لا نحب تذكره ونتيجة التخاذل المستمر عن قص الأظافر الطويلة وإيقاف المتحدّين لكل المبادئ والحقوق وقواعد القانون الدولي. الكل يتوقع ألا تمضي ملفات طاولة النقاش والحوار من دون أن تتصدر إيران أولى هذه الأوراق، إذ عبثت بما فيه الكفاية وبات من اللازم أن يولد مشروع دولي نحو وضع حد لتدخلاتها وتهديداتها وعملها المستميت لأن يكون عدد من الدول في صراعات وتآكل وعرضة للدمار ونزف الدماء.

إيران عدو أول للمنطقة ومصدر أول للإرهاب والفوضى وملفات جرائمها ماثلة واضحة ولا تستدعي سوى إدارة النظر نحو أفعال الميليشيات وجرائمها المتلاحقة والتدقيق في النفوذ الإيراني المتمدد في دول عدة والعمل السام والجاد على طموحات توسعية تحرق ما اعترض طريقها وتزيد التأزم والاختناق في أرجاء المنطقة. الأمن في منطقة التوتر مرتبط من دون شك بأن يتوجه المجتمع الدولي نحو أن تعود إيران الى جغرافيتها وتكتفي بها، أن تكون محجمة بمعنى أدق. قناعة مجتمع العالم بأن إيران لعبت باستقرار المنطقة سنوات طويلة قناعة يجب أن تكون راسخة في هذا التوقيت، فلا وقت لمضاعفة الأحقاد وتجاهل دور عمائم الشر والدم وزرعهم المستمر لسموم الطائفية ومخططات التهجير والاغتيال والتحريض، ولو نجح العالم في تنفيذ تقزيم العمائم لأمكن من بعد ذلك النقاش على نشر التسامح ومحاربة التطرف ومكافحة الإرهاب.

ثمار عدة يتوقع أن نتحدث عنها نهاية الأسبوع الجاري، ولعل إعادة الوهج الأميركي وصراحته في مواجهة قضايا العالم نيابة عن الصمت الطويل من الثمار الأكثر بعثاً للتفاؤل وتغيير بوصلة القناعات، فيما أن الثمار الأكثر تنوعاً وبحثاً وتفضيلاً وتأصيلاً تتمثل في إعادة إحياء أو إيقاظ شراكة على مستوى واحد من التبادل والسلام والسعي للاستقرار والحديث الدائم عن ضمير حي، إنسانية محترمة، وقوة عظمى.



علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة