المحلية

placeholder

زياد الشويري

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 16 أيار 2017 - 12:47 ليبانون ديبايت
placeholder

زياد الشويري

ليبانون ديبايت

لِنتفادَى "تشرنوبيل" وَطَني!

لِنتفادَى "تشرنوبيل" وَطَني!

زياد أنطوان الشويري - سياسي لبناني

يبدو أن موعد الخامِس عشَرَ من أيار سيَعدو بِسلام في ظلّ توافق ضمني غير مُعلَن( جعلته الضرورَةُ ممرّاً إلزاميّاً لرئيس الجمهورية ورئيس المَجلِس)، سيؤدي في نهايَة المَطاف إلى إقرار النسبيّة على دَوائِر دُوِّرَت زَواياها لتلائِمَ قَدر الإمكان أغلب القوى السياسية في لبنان.

ويَبدو أيضاً أنَّ حدَّةَ النقاش الطائِفي والمَذهَبي آخِذَة في الأُفول بعدَ أن تيقّنَ الجَميع أن هذه اللعبَة تحرقُ موقِدَها قبلَ غيرِه.

حسناً فَعَلَ اللاعِبون، وحَسناً تمّ تَجنيب تحوّل لبنان إلى ما يشبِه تشيرنوبيل سياسي وأمني في ظلّ ما نشهدهُ في محيطِنا الأقرَب والأبعَد.

ومَع إصرارُنا المُكَرّر على أن الصّحوةَ المتأخّرَة أفضَل من الغَيبوبَة الدائِمَة، لا بدّ من أن نلفتَ إلى أن الدّاخِل اللبناني بِحاجَة إلى أكثَر من قانون نسبي ومن إجراء إنتخابات هيَ أقلّ الإيمان في أي نظام ديمقراطي.

بلَدنا بحاجّة ماسّة إلى تَجديد نُخَبِهِ السياسيّة. لقد أثبتت الطبقة السياسية الحاليَّة أنها في حالَة ترهّلٍ مِن حيثُ عجزِها عَن المبادَرَة، وفي حالَةِ تبعيَّة لِقوى سياسية ما زالت في مرحلة الحفاظ على المكتسبات في السلطة ، وفي كلتي الحالتَين نَكون أمامَ أمام واقِعٍ سياسي وإقتصادي وإجتِماعي هَشّ لا يصلح لمواجَهَة التحدّيات.

الإقليم يتحرّك بسرعة على واقِع الآسِتانَة، الرئيس الأميركي الجَديد يَجمَع دول الخَليج لَتقويم بوصلَة المواجَهَة مَع إيران، ملامِح تقسيميّة في الأفق، حديث متنامٍ عَن مواجَهَة جديدة بين إسرائيل وحزب الله، عقوبات و تلويح بِها على خلفيّة خيارات المقاومَة.

هذا في الأمن الإستراتيجي، أما في الملفّات الداخليّة فحدّث بلا حَرَج: ملفّ الكَهرباء يرسو على البواخِر التي لَن تَرسو إلا بقدرَةِ قادِر( فيما الحَل على بعدُ قابِ قَوسين من زَحلِه الناعِمَة بالكَهرباء على مَدار الساعَة)، ملفُّ التنقيب عَن النّفط الذي تأخّرَ بسبب المحاصصة ويُخشى أن تتعدّى كلفة إستخراجِه قيمَة أرباح لبنان من بيعِه وذلك بعد الهبوط المتسارِع لسعر برميل النفط والذي وصَلَ مؤخّراً إلى 47 دولاراً أي أقلّ مِن ثَمَن جينز أميركي)، ملفّ النازِحين الذي تقدّمُ لَه المساعدات الدولية ما قيمَته ألف دولار سنويّاً للنازِح الواحِد فيما المَطلوب بحسب ما طالب بِهِ رئيس الحكومَة 12 ألف دولار، أي أننا نحمّل خَزينَتَنا 11 ألف دولار سنوّياً لكلّ نازِح سوري( مليون وخمسماية ألف نازِح سوري مَضروبين ب 11 ألف دولار للنازِح تبيّن لنا المجزرَة الإجتماعية الحاصلة في بلدِنا).

هذا غيض من فَيض، ويتوجّب على الطبقة السياسية الجَديدَة أن تكون شابَة، متعلّمَة، تعمَل لأجندَة داخلية، مسلّحة بالرؤيا والخِطط، قادِرَة على إستِعمال كافّة وَسائِل الحكومات الإلكترونيّة في العالَم، قادِرَة على مخاطَبَة العقل الغَربي والأهمّ أن توقِف إستمرار تفاقم الدين وخِدمَة الدّين اللذين يرهنان مستقبَل كل مولود لبناني بعشرات آلاف الدولارات بدءاً من تاريخ ميلادِه.

ليسَ المهمّ أن ننجز قانون إنتخابات جديد في لبنان فهذا من أقلّ واجِبات أهل السلطَة بل الأهمّ ألا نحوّل بلَدنا إلى تشيرنوبيل سياسي وإقتصادي وإجتِماعي فنضطرّ إلى النزوح عنه، تَماماَ كما تمّ إجلاء أهل تشيرنوبيل عنها في أوكرانيا لتصبِحَ أرضاً مَحروقَة تسكنها الأشباح.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة