اقليمي ودولي

placeholder

الأب أثناسيوس شهوان

ليبانون ديبايت
الأحد 07 أيار 2017 - 20:45 ليبانون ديبايت
placeholder

الأب أثناسيوس شهوان

ليبانون ديبايت

أوروبا والبركان الذي سينفجر فيها

أوروبا والبركان الذي سينفجر فيها

"ليبانون ديبايت" - الأب أثناسيوس شهوان:

كتب الصحافي الإيطالي جيليو ميوتي في صحيفة الفيغارو أنه لم يشهد زمن مثل اليوم في أوروبا المسؤولون فيه ليس عندهم أولاد، وبالتالي هم لا يهتمون بمستقبلهم. وأكّد أنّهم يقودون أوروبا إلى الهلاك.فهم لا يعطون للعائلة أيّة أهميّة، ولا يعرفون معنى تأمين الحماية والقيام بتضحيات.

فهم يعيشون ويقوننون بحسب ما يناسب حياتهم وطريقة عيشهم غير أبهين بالمخاطر التي تهدّد بلادهم وتزعزع النفوس في قلوب المواطنين، عدا عن الفلتان الذي يضرب أساسات العائلات التي بات من النادر وجودها. وتابع أن المسؤولين ليس عندهم أولاد فحسب، بل لا يتركون أولادًا ورأهم.

فعندما نكون أباءً أو أمّهات هذا يعني عندنا حافزًا للمستقبل، ونهتم أكثر بالمشاريع المستقبليّة. ولكن للأسف هذه حال بريطانيا وإلماني وفرنسا…

وكتب الصحافي في التايمز دوغلاس موراي في كتابه الموت الغريب لأوروبا أن أوروبا تنتحر أو المسؤولون الأوروبيون ينتحرون. كما لاحظ الصحافي الإيطالي ميوتي أن أنجيلا مركيل فرحت عندما دعتها الصحافة بالأم الرحومة كونها فتحت أبواب ألمانيا لمليون ونص مهاجر، ولكنّها لم تأبه لما سيحدث من قنابل موقوتة من جراء هذا الزحف البشري والتكاثر غير المضبوط.

الوضع الإجتماعي لمركيل يعكس المجتمع الإلماني: ٣٠ بالمئة من النساء الإلمانيات لم ينجبوا. والحال نفسه في كثير من البلدان الأوروبية. كل الباحثون في الغرب يؤكّدون أن أوروبا حتمًا ستنهار: لا شعب، لا قيم، لا ضوابط. حتى أن معدّل الوفيّات في أوروبا يفوق بمرّة ونصف معدّل الولادات.

الصحافي دونيس سويل كتب بطريقة ساخرة في جريدة الكاثوليك هيرالد: الحضارة الغربية هي خلف عدم إيجاد شباب يهتمون بمسنّيهم. وأبواب أوروبا مفتوحة على مصراعيها أمام كلّ شيء، من مهاجرين يموتون في البحار ليدخلو بلادنا، ولكن ما هو المستقبل الذي ينتظر هذه البلاد؟ ويتسأل هذا الصحافي: هل يعي المسؤولون الأوروبيون هذا الأمر؟ هل يدركون إلى أين أوروبا تسير؟

هل حقًا سمعوا ما قاله أردوغان مثلاً للمهاجرين: أكثروا من إنجاب الأولاد، لا ثلاثة بل خمسة. هذا هو جهادكم وهو مقدّس.

الباحث الاجتماعي فيل ذوكرمان كتب كتابًا بعد أن أمضى أكثر من عام في أوروبا الشمالية في اسكندنافيا بعنوان مجتمع من دون الله. وتؤكّد دراسات جرت في هذه البلاد أن الإلحاد ينمو بقوّة، إذ ألوف يتركون الإيمان المسيحي، في النروج، والدنمارك، والسويد.

الأمر ذاته في كل أوروبا، بينما بالمقابل جحافل متشدّدة ومتطرّفة تدخل هذه البلاد. كما يلاحظ أن تحت العبء المالي تُقفل الكثير من الكنائس وتتحوّل إلى مطاعم ومقاهي وفنادق ومساجد. فقد صرّح الكاردينال وليم ايجك، مطران Utrecht في هولندا أن ألف رعيّة ستُقفل في عام ٢٠٢٥م تقريبًا، أي سيصل المعدّل إلى الثلثين.

أغلب كنائس بلجيكا مقفلة، بحدود ١٠٨ كنيسة. أبرشيّة فينا ستصفّي خلال العشر سنوات القادمة حوالي ٦٦٠ رعيّة بمعدل الثلثين أيضًا لتدمجهم مع ١٥٠ رعية كتدبير أولّي.
الوضع في إسبانيا ليس أفضل. الكثير من المطارنة الغربيّين يرون أوروبا سوداء.

الفيلسوف الكندي والأستاذ الجامعي ماثيو بوك-كوتيه كتب في الفيغارو: العالم الغربي اعتاد أن يرى إضطهاد مسيحي في الشرق، ولكن هل اتّعظ؟ ألا يدرك أن هذا سينتقل إليه رويدًا رويدًا؟

وفي السياق ذاته كتب الباحث الإلماني جوناثان وولفغانغ، أن تجربة الكنيسة الكاثوليكية في الحفاظ على المسيحيّة في أفريقيا لم تتكلل بالنجاح، ويبدو هذا ما نشاهده في أوروبا وينتظرنا الأسوء.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة