مختارات

 منير بركات

منير بركات

صحيفة المرصد
الأحد 07 أيار 2017 - 09:45 صحيفة المرصد
 منير بركات

منير بركات

صحيفة المرصد

أهمية خطوة حماس ومفاعيلها

أهمية خطوة حماس ومفاعيلها

التطرف لا يواجه بالتطرف لذلك سيكون انتصار المرشح العصامي الوسطي الليبرالي ماكرون في فرنسا انقاذ للديموقراطية وتساعد في ممارسة سياسة فرنسية هادفة وخلق مناخات ايجابية في مختلف الملفات الاقليمية ،ورغم وهج الانتخابات الفرنسية اليوم، تشدنا بقوة مراقبة خطوة حماس النوعية وابعادها .

لا شك بأن التطورات في المنطقة وسوريا تلقي بثقلها على الواقع العربي والاقليمي بمجمله ومن اهم مفاعيلها تخلي حماس عن شعار" صراع الوجود وليس صراع حدود "مع العدو الاسرائيلي والقبول بموقف خيار الاجماع العربي والموافقة على دولة فلسطينية بحدود ٦٧ تتجاور فيها مع دولة اسرائيل مما ينضج تحرك الرئيس الاميركي باتجاه الموضوع الفلسطيني لتبقى مسألة القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية العقدة الاساسية في اية تسوية مطروحة .

ويعتبر انتخاب هنية رئيسا للمكتب السياسي تعزيز الشرعية السياسية والمعنوية وجدية الوثيقة التي تم اقرارها ومن الداخل الفلسطيني والتي تتضمن بالاضافة للعودة الى الحاضنة العربية ،اعلان التخلي عن الالتزام التنظيمي مع حركة الاخوان والفصل عن العامل الايديولوجي والسياسي، مما يخفف التوتر مع مصر التي تخوض حرب فعلية بمواجهة الاخوان .

كل ذلك ازعج الجمهورية الايرانية التي اخرجها من الدور الفلسطيني والتي فشلت في تحريض القسام ضد حماس ،وعدم تلبية الجهاد الاسلامي الموالي لايران في التصدي لخطوة حماس فتوحد الموقف الفلسطيني باستثناء بعض الفصائل الوهمية الصغيرة التي انتجتها ايران مثل "صابرون" والتي لا يتطلب انهائها الا بضع ساعات لو ارادت حركة حماس ذلك .

اذن تحولت حركة حماس وجناحها العسكري القسام من مقاومة الى الانخراط في العملية السياسية بحاضنة عربية تحديدا سعودية -مصرية .

كل ذلك سوف يؤثر على وظيفة حزب الله في الموضوع الفلسطيني وفي ظل تأثير العقوبات عليه ووقف ميزانية سرايا المقاومة والنزف المستمر في سوريا والذي يتطلب اعادة النظر في استراتجيته وفي مشاركته في الحرب السورية .

مع العلم بأن الجيش اللبناني الذي يبرز بدوره الاساسي في حماية الحدود ومواجهة الارهاب بعمليات نوعية استخبارية وعسكرية في عرسال وجرودها والذي يريد الاميركي منه بأن يمسك بالسلسلة الشرقية وحسم الصراع ضد المنظمات الارهابية ، مما يعزز حضور الدولة ويقلص من دور حزب الله ، وبتقديري بأن الخطاب االاخير المعتدل للسيد نصرالله لا يخرج عن هذا السياق في القراءة ومحاولة ضبضبة الوضع الداخلي بأقل الخسائر الممكنة والاستعداد لمواجهة الاستحقاقات المنتظرة والتهيب من امكانية تحريك قرار ١٧٠١ في وجهه لاحقا ، بالاضافة للمخاوف من تعزيز الحضور الاميركي في سوريا ورسم سيناريو التقسيم والتي من الممكن ان تكون على حساب الشيعة والاكتفاء في مرجعية الجمهورية االاسلامية المدجنة وفي ظل صراع سياسي انتخابي حاد بداخلها وايضا هي في حسابات حزب الله وما سيترتب عنها من نتائج في اجواء من التصعيد الغير مسبوق بوجه الحرس الثوري الايراني.

وفي اهمية الاستنتاج اخذ العبر وتحييد لبنان عن التجاذبات وعن الحروب المحيطة ،وتحصينه بالتوافق على تجاوز الاستحقاق الانتخابي لكي تتمكن الدولة من تلقف انعكاسات التطورات المرتبقة والتصدي لجميع المعضلات ومخاطرها .

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة