في الحادية والأربعين من عمرها، عشقت دانيلا غرين المترجمة بمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، رجلا ألمانيا وتركت عملها لتتزوجه، وزوجها ليس إلا "داعشيا" ألمانيا كُلفت بالتقصي عنه. ولعل عشق دانيلا غرين فاق كل الحدود، ومن الحب ما قتل أو قد يقتل، حيث سافرت المرأة العاشقة، صيف عام 2014، إلى سوريا وتزوجت الـ"داعشي" مغني الراب الألماني السابق دنيس كوسبيرت والملقب بـ"أبو طلحة الألماني".
وكشف تقرير نشرته مجلة "فوكوس" الألمانية في عددها الصادر الثلاثاء 2 مايو/أيار، أنه وطبقا لهيئة حماية الدستور (المخابرات الألمانية)، فإن دنيس كوسبيرت متهم بارتكاب جرائم حرب ويقوم بالترويج لتنظيم داعش في إحدى أغنياته، كما يشيد بفضائل زعيم تنظيم القاعدة المقتول أسامة بن لادن ويظهر في أحد أفلام الفيديو وهو يحمل رأس رجل بيده، وهكذا وضع على شاشات رادار وحدات وهيئات مكافحة الإرهاب عبر العالم.
وكانت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، التي كانت أول من بثت الخبر، قد كشفت أن دانيلا قد ولدت في التشيك، و كبرت في ألمانيا لتتزوج من جندي أمريكي يعمل في إحدى القواعد الأمريكية بألمانيا، ثم سافرت معه إلى بلده ليسكنا ولاية ساوث كارولاينا.
وتمكّنها المطلق من اللغة الألمانية مكنها من العمل كمترجمة في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI، حيث كلفت بمتابعة ملف دنيس كوسبيرت، حيث تبعت دانيلا غرين حسابات التنظيم على "سكايب"، ما مكنها من التواصل مع الـ"داعشي" الألماني.
وفي شهر يونيو/حزيران 2014 ادعت أنها تنوي زيارة أهلها، وتوجهت إلى ميونخ لتزورهم هناك، لكنها واصلت الطيران إلى تركيا، ثم اتجهت إلى الحدود التركية السورية، حيث التقت دينس، البالغ من العمر 38 عاما، وسارعت بالزواج منه. هذا ومن المرجح أنها أخبرته بعملها في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، وأبلغته حتما أنه مطلوب قانونيا.
وبعد بضعة أسابيع أدركت دانيلا مدى الخطأ الذي أرتكبته، حيث كتبت إلى شخص غير معروف في الولايات المتحدة الأمريكية "ارتكبتُ خطا فادحا، لقد ذهبت ولا سبيل للعودة أنا الآن في سوريا"، ومضت تشكو من محيط بالغ الوحشية ولا تعلم حتى متى ستبقى فيه. وفي آب/أغسطس 2014، تمكنت دانيلا من الفرار من سوريا والعودة إلى الولايات المتحدة، حيث تم اعتقالها فور وصولها بتهمة سوء الإستفادة من الثقة الرسمية الممنوحة لها وتعريض الأمن القومي للخطر.
وحُكم على المتهمة بعامين سجن فقط، وحسب "سي أن أن"، فقد عوقب القائمون بارتكاب نفس الجرم بخمسة عشر عاما سجن، مشيرة إلى أن أن سبب العقوبة المخففة هو استعدادها المطلق للتعاون مع هيئات التحقيق، وكشفها عن أسرار خطيرة ومعلومات هامة تخص تنظيم "داعش" لموظفي التحقيق.
جدير بالذكر أن دانيلا غرين، تعمل اليوم موظفة استقبال في فندق، وتسرب أن دنيس كوسبيرت قد قُتل في غارة أمريكية، إلا أخبار لاحقة كشفت أنه ما زال حيا ويعيش في سوريا.
اخترنا لكم



