وضع الوزير السابق ريمون عريجي، حجر الأساس للمبنى الجديد لمدرسة الانترناشونال سكول في بترومين الكورة، خلال احتفال أقيم برعايته في حرم المدرسة.
ألقى عريجي كلمة لفت في مستهلها إلى اننا "نعيش اليوم في ثورة معلوماتية لم تعرفها البشرية، بفعل تطور التكنولوجيا التي باتت تشكل رباطا يجمع عائلة كوكب الارض"، لافتا إلى ان "هذا الواقع يحتم تطورا سريعا لمناهجنا التربوية، باعتماد تكنولوجيا العصر وتطويعها لخدمة اهدافنا التعليمية، الثقافية، التربوية"، معتبرا ان "مبادرة مدرسة الانترناشونال سكول تصب في صميم هذا التوجه المتقدم في المجال التربوي، والنشء اللبناني بامس الحاجة الى هذه الرؤية الحديثة".
وأشار إلى ان "احوج ما نحن اليه في لبنان، هو تحضير جيل جديد: راشد، واع، متطور البصر والبصيرة، مستنير، مستوعب لكل مفاهيم العصر، قادر على ادارة وطن يرتقي الى مصاف الدول المتطورة، وذلك لان ثقتنا كبيرة بقدرات العقل اللبناني ان اتيحت له المساحة الديمقراطية والمناخ السياسي - الوطني الملائم".
وقال: "يمر لبنان اليوم بلحظة سياسية مصيرية. فالازمات والسياسات، التي تحاك في الدول المجاورة تشكل خطرا داهما على تكوين مجتمعات هذه الدول. اما في لبنان فالمسائل الخارجية والداخلية المتعددة، من النازحين السوريين الى الوضع الدقيق للمالية العامة مرورا بالانكماش الاقتصادي، وصولا الى ازمات دستورية الواحدة تلو الاخرى. كل هذه المسائل تحتم علينا الانكباب بروح من المسؤولية الوطنية بعيدا عن الحسابات الفئوية والحزبية والشخصانية لايجاد حلول لهذه المسائل، التي باتت تهدد لبنان ومستقبل الاجيال القادمة. ولكن للاسف يبدو ان هذه المقاربة باتت بعيدة المنال".
اضاف "لبنان يعيش اليوم ازمة سياسية محتدمة، ونحن عشية استحقاق دستوري مهم، باستغراب نتطلع الى الاسلوب المعتمد اليوم في مقاربة انتخاب ممثلي الامة، فيما الجدل يتصاعد حول شكل قانون الانتخاب والتنافس على المنافع وزيادة الاحجام".
وتابع "ما يقلق، هو هذا التوجه لاعتماد مشاريع قوانين تخدم الشرذمة الوطنية والتقوقع القاتل في زواريب الطوائف الضيقة، على حساب الانتماء الوطني، الذي يؤمن المساواة بين المواطنين والكرامة الوطنية والتمثيل الديمقراطي السليم".
وأردف "الديمقراطية وتطور الحياة السياسية، لا يتحققان بمجرد اجراء شكلي للانتخابات. وللتذكير فان الانظمة الديكتاتورية كانت مولعة باجراء الانتخابات الشكلية، بل بايجاد قانون انتخابي يؤدي الى تجديد الحياة السياسية عبر ادخال عناصر جديدة شابة، متنوعة الى الندوة البرلمانية، سعيا الى تطوير النهج السياسي لبناء دولة المواطن وربما ذات يوم العلمنة. ولهذا الكلام وقع خاص في هذه المنطقة نظرا لسمة روح الانفتاح العقلاني السياسي- الثقافي لدى ابنائها".
وامل في الختام ان "نربي جيلا منفتحا، مثقفا، مدركا دوره في تطوير ذاته ومجتمعه ووطنه، عبر انتمائه الى المنظومة البشرية. وهنا ادارة المدرسة على رؤيتها التربوية المتطورة والحداثة في اعتماد التكنولوجيا وسائر المعارف، معطوفة على البرامج المقررة"، متمنيا لهم "كل التوفيق".
اخترنا لكم



