مختارات

صلاح الساير

صلاح الساير

الانباء الكويتية
الثلاثاء 18 نيسان 2017 - 07:58 الانباء الكويتية
صلاح الساير

صلاح الساير

الانباء الكويتية

تفكير التكفير.. ما الجدوى؟

تفكير التكفير.. ما الجدوى؟

ارتبط الإرهاب في السنوات الأخيرة بالدين الإسلامي بعد ارتكاب منظمة «القاعدة» الإسلامية التي أسسها أسامة بن لادن عددا من الجرائم الشنيعة أهمها تفجير برجي مركز التجارة الدولية في نيويورك عام 2001 وتوج هذا الارتباط بظهور تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام) وقيامه بعمليات إرهابية في مناطق كثيرة في العالم. ولأن التنظيم يصف نفسه بالإسلامي ويصف رئيسه بأنه «خليفة المسلمين» تنادى بعض العرب إلى تكفير هذا التنظيم الدموي وإخراج أفراده من الملة. فانتقلت المشكلة من «الاتفاق على توصيف الإرهاب» إلى «الاختلاف حول مواصفات التكفير»! وكأن تكفير المجرم الانتحاري يمنعه من تفجير نفسه وهو الذي كفر المجتمع بأكمله!

حاول البعض جرجرة الأفراد والمؤسسات الدينية، خاصة الرسمية منها، إلى هذه المعمعة التكفيرية «المنظمة» في محاولة شيطانية تهدف إلى حرف النظر عن الإرهاب وعن البيئة الحاضنة له، وذلك بترويج مهرجان التكفير الذي يتم بتنظيم وتنفيذ وإشراف جماعات الإسلام السياسي التي تحاول جاهدة أن تبرئ ذاتها من تهمة الإرهاب عن طريق تزكية الذات وإيهام الناس بأن «الإسلامي» لا يمكن أن يقترف مثل هذه العمليات الإرهابية، وأن الانتحاري الداعشي (التكفيري) هو بالضرورة (كافر) وعلى المسلمين تكفيره ومجاراته في لعبة التكفير في متوالية جهنمية لا نهاية لها، ولا جدوى منها.

من النافع المجدي معرفة الفرق بين الأخلاقي وغير الأخلاقي أو التفريق بين القانوني وما هو خارج القانون، أما معرفة المؤمن من الكافر فذلك أمر باطني صعب المنال. كما أن المسلم مثله مثل أي إنسان في هذه الحياة عرضة لكل ما يصيب البشر من لوثات فكرية ونفسية وسلوكية وعقائدية. كما أن الفكر الديني «على وجه العموم وعلى مر العصور» عرضة للجنوح والنزوع إلى الضلال. وكذلك النصوص الدينية المقدسة ليس بمقدور أحد تحصينها من الأشرار حين يسعون لتفسيرها على نحو يخدم نزعاتهم الشريرة. وذلك لا يعني أن الأديان والعقائد مسؤولة عن تلك الشرور. كما أن ذلك لا يعني خروج الأشرار من عقيدتهم الدينية التي يؤمنون بها. وليس الأمر بالسر الدفين، فالكتب المرصوصة فوق رفوف المكتبات تنضح بما فيها.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة