مختارات

الاثنين 17 نيسان 2017 - 07:24 الانباء

طريقنا واحد!!

طريقنا واحد!!

ما زلنا بعيدين كل البعد عن تغيير واقعنا الثقافي والسلوكي وحتى الأخلاقي.

تنميط المجتمعات وتسوية الناس على السوية نفسها من حيث أساليب التعبير والسلوك وطرق التفكير والممارسات الأخلاقية والبناء الثقافي العام وحتى الأهداف، هو هلاك للناس وحكم بالنهاية على المجتمعات.

لذلك نجد أن الشعوب التي خضعت للحكم الشمولي وخضعت لنوع من غسيل الأدمغة والتنميط وكأنما هي صبت بقوالب لتخرج على الشاكلة نفسها ومتشابهة حد التطابق لا بالشكل ولكن بطرق التفكير ودرجة الذكاء والفهم والاستنتاج وما إلى ذلك.

هي شعوب غير مبدعة بسبب الانغلاق والصوت الواحد والمعلم الواحد والخط الواحد. ليس بين أفرادها تباين ولا اختلاف ولا تمايز.

وهذا ما يجب أن نحذر منه في مجتمعاتنا العربية وبالأخص في مجتمعنا الكويتي، حيث نرى أننا نسير سيرا نمطيا واحدا نفكر بالطريقة ذاتها ونتداول المعلومات نفسها ونتحدث بالطريقة عينها، وحتى نكاد نخرج بالنتائج المتطابقة.

إن المجتمعات الأحادية التفكير والمنمطة، تعقم وتتبلد وتجف أرحامها، فلا تنتج ولا تلد ولا تتجدد حتى تتيبس وتموت.

لذلك أتمنى أن نتنبه سريعا لهذا الأمر وإني أدعو مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الفاعلة في البلاد إلى تدارك هذا الواقع المؤسف وإخراج الناس من هذه النمطية القاتلة، وذلك من خلال تنويع المصادر الثقافية والمنابع المعلوماتية وإتاحتها للناس جميعا حتى يأخذ كل فرد منها ما يتوافق وهواه ومزاجه وقدراته واهتماماته، من أجل تنشيط الحياة الاجتماعية ولحلحة الواقع الثقافي وإبعاده عن النمطية القاتلة.

حينما كنا نعيش عصر الحرية الاجتماعية والثقافية وكانت جميع المناهل الثقافية متاحة للجميع وبحرية ودون منع ولا تحذير ولا تخويف، كنا مجتمعا منفتحا متعدد الأشكال والعطاءات والمواهب والإبداع.

كان عندنا الشاعر المجيد والممثل المبهر واللاعب الماهر والموسيقي الخلاق والمغني الصداح، والكاتب المتميز والصحفي الحاذق والسياسي الواعي والوطني المخلص والمفكر المستنير، وكانت مجتمعاتنا منتجة ومتجددة العطاء وأكثر هناءة واستقرارا وسعادة وأقلّ حدة وتوترا وضجرا.

ولقد بدأنا مسيرة التراجع حين سيطر تيار واحد وصوت واحد وتوجيه واحد، والنتيجة هي ما نرى وما نعيش من كوارث ومآس وأمراض اجتماعية.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة